للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل الظلم، وامتُحن مرارًا ولكن ينجو سريعا بعون الله. وقد حجّ مرارًا وجاور، وكانت بيننا مودّة تامة. ومات في ليلة الحادى عشر من شهر ذى الحجة ودُفن عند باب القرافة. وكان الجمع في جنازته حافلًا جدا، رحمه الله تعالى.

٢٠ - عبد الرحمن بن يوسف [بن (١) الحسين] الكردى الدمشقيّ الشافعي زين الدين، حفظ "التنبيه" في صباه وقرأ على الشريف بن الشريشي (٢)، ثم تعانى عمل المواعيد فنفق سوقه فيها واستمرّ على ذلك أكثر من أربعين سنة، وصار على ذهنه من التفسير والحديث وأسماء الرجال شي كثير، و كان رائجًا عند العامة مع الديانة (٣) وكثرة التلاوة، وكان ولى قضاء بعلبك ثم طرابلس، ثم ترك واقتصر على عمل المواعيد بدمشق، وقدم مصر وجرت له محنة مع القاضي جلال الدين البلقيني، ثم رضى عنه وأَلبسه ثوبًا من ملابسه واعتذر له فرجع إلى بلده؛ وكان يعابُ بأنه قليل البضاعة في العلم (٤) ولا يسؤل -مع ذلك- عن شئ إلَّا بادر الجواب، وحفظ "ترجيح كون المولد النبوى كان في رمضان" لقول ابن اسحق إنه نُبِّئ على رأس الأربعين فخالف الجمهور في ترجيح ذلك، وله أشياء كثيرة من التنطّعات، (٥) ولم يزل بينه وبين الفقهاء منافرة، ويقال إنه يرى حلَّ المتعة على طريقة ابن القيم وذويه (٦)، ومات مطعونا فى شهر ربيع الآخر وهو في عشر السبعين.

٢١ - عبد الكريم بن [إبراهيم بن (٧) أحمد] الحنبلي الكتبي، كان من خيار النَّاس في فنِّه، وكان للطلبة به نفع فإنه كان يشترى الكتب الكثيرة وخصوصا العتيقة ويبيع


(١) الإضافة من الضوء اللامع ٤/ ٤١٧.
(٢) هو محمود بن محمد بن أحمد بن محمد الحمصي، اهتم بالأصول والنحو والمعانى، أنظر عنه الدرر الكامنة ٥/ ٤٧٧١، والدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢١١ - ٢١٢.
(٣) "الدماثة" في ز.
(٤) "الفقه" في كل من هـ، والضوء اللامع ٤/ ٤١٦، وشذرات الذهب ٧/ ١٣٧.
(٥) "المتطبعات" في ز، و"التنطيعات" في هـ.
(٦) في هامش ز بخط غير خط الناسخ "سبحان الله! سبحان الله!، أجمعين".
(٧) فراغ في نسخ المخطوطة، ولكن في هامش، بغير خط الناسخ "إبراهيم بن أحمد" مما يطابق ماجاء في الضوء اللامع ٤/ ٨٢٣.