للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودرّس بغير مكان، وكان حسن الخطِّ والعشرة كريمَ النَّفْس، كتب بخطِّه كثيرًا، ومات في جمادى الآخرة.

١٥ - محمد بن محمد بن محمد المخزومي الإسكندرانى، فتح الدّين، سمع من ابن نباتة "سيرة ابن هشام"، وحدّث بها عنه بمكة، وكان يتعانى التجارة فنُهب مرّة وأَملق وأَقام بزبيد ينسخ للملك الأَشرف ثم حسنت حالُه وتبضّع وربح، ثم وَالَى الأَسفار إلى أَن أَثرى وجاور بمكة ثم وَرَدَ في البحر قاصدًا (١) القاهرة فمات بالطُّور في أوائل شعبان.

١٦ - محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي (٢)، الشيخ العّلامة مجد الدين أَبو الطَّاهر الفيروزبادي، كان يرفع نسبه للشيخ أَبي إِسحق الشيرازي صاحب "التنبيه"، ويذكر أَن بعد "عمر": أَبا بكر بن أَحمد بن أَحمد بن فضل الله بن الشيخ أَبي إسحق" ولم أَزل أَسمع مشايخنا يطعنون في ذلك مستندين إِلى أَن "أَبا إسحق" لم يعقِب؛ ثم ارتقى الشيخ مجدُ الدين درجةً فادّعى - بعد أَن وَلِي القضاءَ باليمن مدّة طويلة - أَنَّه من ذرّية أَبي بكر الصّدّيق، وزاد إِلى أَنْ قرأْت بخطه لبعض نوّابه في بعض كُتُبه: "محمد الصديقي" ولم يكن مدفوعًا عن معرفةٍ إِلَّا أَن النفس تأْبى قبول ذلك.

وُلِد الشيخ مجدُ الدين سنة تسعٍ وعشرين وسبعمائة بكازرون (٣) وتفقّه ببلاده وسمع بها من محمد بن يوسف الزرندي (٤) المدني "صحيح البخاري" وعلىَ بعْضِ أَصحاب الرشيد ابن أَبي القاسم، ونظَر في اللغة فكانَتْ جُلَّ قصدِه في التحصيل فمهر فيها إِلى أَن تمهّر وفاق


(١) "قاصدا القاهرة" غير واردة في ظ.
(٢) في ذيل دول الإسلام للسخاوى "السراري" لكن راجع الضوء اللامع ١٠/ ٢٧٤، وانظر عنه أيضا Wiet :Les Biographies du Manhal Safi، No. ٢٤٣٧ Brockelmann; GAL.، II، ١٨١. وأمام هذه الترجمة في ك "وترجمة صاحب القاموس ".
(٣) "كازرون"، غير واردة في ظ؛ هذا وقد عرفها مراصد الاطلاع ٣/ ١١٣٤ بأنها مدينة بفارس بين البحر وشيراز ويعمل بها الكتان على شبه القصب وكلها قصور وبساتين ونخيل، وقد جمع لسترانج: بلدان الخلافة الشرقية ص ٣٠٢ - ٣٠٣ أقوال المؤرخين المسلمين فيها ووصفهم إياها.
(٤) هو محمد بن يوسف بن الحسن الزرندى المدني الحنفى، وقد اختلف في سنة وفاته ما بين سبع وأربعين وثمان وأربعين وبضع وخمسين، انظر الدرر الكامنة ٥/ ٤٦٧٧.