للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتبه إلى النواحي، ترجَمَتُها بعد البسملة: "السفياني: إلى حضرة فلان: أن يجمع فرسان هذه الدولة السلطانية الملكية الإمامية الأعظمية البهائية (١) الممحدية السفيانية، ويحضر بخيله ورجله مهاجرًا إلى الله ورسوله ومقاتلا في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا" فثار عليه - في أول ربيع الآخر - غانم الغزاوى وجهز إليه طائفةً فطرقوه وهو بالجامع بعجلون فقاتلهم فقبضوا عليه وعلى ثلاثة من أصحابه، فاعتقل الأربعة وكُتب إلى المؤيد بخبرهم فأَمر بنقلهم إلى قلعة صرخد.

* * *

وفي خامس ربيع الآخر قُبض على الوزير وناظر الخاص، وقُرر في نظر الخاص بدرُ الدين بن نصر الله عوضًا عن ابن أبي شاكر، وقُرِّر في نظر الجيش علمُ الدين بن الكُوَيْز عوضًا عن ابن نصر الله، وقُرر تاج الدين بن الهَيْصم في الوزارة عوضًا عن ابن البشيري، وصُودر البشيري وابن أبي شاكر على مال كثير (٢).

فأما الوزير فتسلمه ابن الهيصم ثم تسلمه الأُستادار وصولح على مال كثيرٍ شرع في تحصيله. وأما ابن أبي شاكر فعوقب بين يدى المؤيّد ثم أطلقه وتقرّر عليه مالٌ يحمله، فباع موجوده واقترض ثم سار يطلب بالأوراق حتى سَدَّ ما طلب منه؛ فلما كان في تاسع عشرى رجب خُلع عليه واستقر أُستادار الذخيرة.

وبدْرُ الدين هذا هو حسن بن نصر الله بن حسن (٣)، أصله من فوّه، وذكر أن جدّه


(١) في ك "الربانية".
(٢) في هامش جاء ما يلي: "تاريخ ولاية الوزارة ونظر الخاص ونظار الجيش لابن الهيصم وابن نصر الله وابن الكويز".
(٣) أمامها في هامش ث: "إنما هو حسن بن نصر الله بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن عبد السلام بدر الدين بن ناصر الدين بن مجد الدين بن شرف الدين بن كمال الدين بن كريم الدين بن زين الدين كان جده خطيبًا بأدكو ونشأ ناصر الدين نصر الله بغزة وتعانى المباشرة وتعلم الحساب وباشر عند سيف الدين الكيلانى متولى قوة وولد له ابنه حسن فنشأ بنوه، ثم إن والده دخل إلى الإسكندرية وزوجه من بنت ألطنبغا الناظر بها وسار هو مثل فخر الدين بن غراب ثم تنقل في المباشرات إلى أن ولى معه إسكندرية ثم الخاص والوزارة والجيش والأستادارية الكبرى في آخر عمره وولى كتابة السر ولده صلاح الدين لما توفى ثم عزل عن قرب واستمر في بيته إلى أن مات".