للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتوجّه نوروز إلى الرملة ففرّ قرقماس بمن معه إلى أن وصل إلى الصالحية بطرف الرملة، فرجع نوروز إلى دمشق.

وفيه شُدِّد على صدر الدين بن العجمي في بقية المال الذي تأخّر عليه فباع موجوده وأورد نحو ثلاثمائة دينار وعجز عن الباقى، ثم قُرِّر في نظر المواريث على أن يحمل ما يُتحصل منه إلى الخزانة ثم صُرِف في شعبان وأُضيف ذلك إلى مرجان، ثم قُرِّر في مشيخة التربة الظاهرية وصُرِف عنها زين الدين حاجي فقيه في سادس رجب، ثم صُرف مرجان وأُعيد النظر لصدْر الدين في أواخر شوّال.

وفيه (١) فشا الطاعون بمصر وكان أكثره في الأَطفال، وكان الحرّ أزيد من العادة، فبلغ مَن يموت كل يوم أكثر من مائة نفس.

وفيه ثار بالمؤيد وجع المفاصل في رجليه فلم يزل يعاهده إلى آخر عمره.

وفى صفر تزايد الطاعون وبلغ الموتى كل يوم مائةً وعشرين، وعزّ البطيخ الصيفي حتى بيعت واحدة بخمسمائة درهم.

وفي رابع عشر المحرم نُقل فتح الله من بيت ناظر الخاص إلى بيت التاج الوالى فأُمر (٢) له بدارٍ فأقام فيها وحيدًا فريدًا يُقاسى ألم العقوبة ويترقَّب الموت. فلما كان في ثاني عشر ربيع الأول مُنع خَدَمه الدخول إليه، ثم خُنِق في ليلة السادس منه وأُخرِج من الغد فدُفن بتربته ولم يجسر أحدٌ على تشييع جنازته؛ وكان في يوم الجمعة قد توجّه إليه قاضي الحنفية صدر الدين بن الأدمى وهو من أعظم المؤلّبين عليه فأَشهد عليه أنه رجع عن وقفه وصيّره موقوفًا على أولاد المؤيد وذريّته وأثبت ذلك وحَكَمَ به، فقدّر الله تعالى أنه أُعيد إلى شرطه الأول بعد تسعة أعوام سواء في ربيع الأول سنة خمس وعشرين، وحُكم بإبطال ما حَكم به صدْرُ الدين المذكور، ولم يُمْهَل صدر الدين هذا حتى أخذه الله قريبًا.

وفى سادس ربيع الأول وقع الحريق بالقلعة فعظم (٣) أمره واستمرّ إلى تاسعه.


(١) أمام هذا في هامش ث: "تاريخ طاعون سنة ست عشرة، وفيه بدأ يدخل المؤيد الألم".
(٢) في ك "فأنزله بدار".
(٣) "فعظم أمره" ساقطة من ك.