للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب إليَّ المؤرخ حسن بن إبراهيم المنشي (١) الحِصْني أنه كان استدعى ولده لذلك (٢)، فاتفق موته قبل وصوله إلى بغداد، وكان جده حسن تزوج ببغداد بنت النوير جوبان فبلغ بوسعيد حسنها فانتزعها منه وأَبعده، ولما مات بوسعيد افترقت مملكة المغل وأَخذ كلُّ كبيرٍ ناحيةً، فملك حسن بغداد، وجرت له حروب وخطوب مع طوغاي بن سوتاي ثم مع إبراهيم بن قانباي بن سوتاي، ورُزِق النصر، واستقام أَمره، وكاتب ملوك مصر وهادنهم، وتزوج دِلْشاه بنت دمشق بن جوبان - وهي بنت أَخي بغداد المقدم ذكرها - فحظيت عنده حتى كانت هي الحاكمة في مملكة العراق، وعدل في آخر عمره بين الرعية، وظفر ببغداد بخبيئة قيل إنه وجد فيها خمسمائة أَلف مثقال ذهبا، ومات سنة سبع وخمسين وسبعمائة فقام بعده ابنه حسين ومات سنة ستين، فقام بعده أويس.

٢٤ - أيبك بن عبد الله التركي عز الدين الكاتب المجود، كان مملوك طوغاي الجاشنكير الناصري فأَعتقه، وتعانى الخط حتى فاق أَقرانه، وبرع في الخط المنسوب، وقرر مكتبا في مدرسة أُم السلطان الأَشرف بالتبانة (٣). مات وقد أَسنّ، وكان خيرا، وشيخه في الخط المنسوب: فخر الدين السنباطي.

٢٥ - أيدمر بن عبد الله الناصري الآنوكي، عز الدين، كان دويدارًا للناصر، ثم ولي نيابة حلب ثم طرابلس، ثم صار أَتابك العساكر بعد أُلجاي، وكان متواضعا. جاوز السبعين.

٢٦ - أَبو بكر بن حسام الدين الحسن بن أَحمد بن الحسن الرازي الحنفي، سمع "الصحيح" على ابن مشرف وأَجاز له من بغداد عبد الرحمن المكبر وغيره، ومن دمشق عمر بن القواس وأحمد بن عساكر ويوسف الغسولي وغيرهم وحدث عنهم.

٢٧ - أَبو بكر بن عبد المحسن بن معمر تقي الدين الواسطي الفاروثي (٤) المقري، كان فاضلًا مشاركا في عدة فنون، ويقال اسمه عبد الرحمن، وسيأتي (٥).


(١) في ل "القيسي" وفي ع "الحسيني" وأورده الضوء اللامع ٣/ ٣٧٢ باسم "السي"، أما الحصني فنسبة إلى حصن كيفا، وقد جمع لها تاريخا كتب ببعضه إلى السخاوي.
(٢) أي لتقريره مكانه.
(٣) من ضواحي القاهرة المعزية.
(٤) في النسخه المطبوعة من الدرر الكامنة ١/ ١١٩٥ ورد اسمه بالصورة التالية "الباروني المقرئ" وفي نسخة خطية منه "الفاروني المصري"، انظر، حاشية رقم ٤.
(٥) انظر فيما بعد ص ٨٦ ترجمة رقم ٤٢ من وفيات هذه السنة.