للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣ - خاير باك. تقدّم في الحوادث.

١٤ - خليل (١) بن عبد الله الأَذرعى المعروف بالقابونى، كان صالحًا مباركًا منقطعًا عن الناس مثابرًا على العبادة قليلَ الكلام كثير الحجّ مع فقْره، وكان الناس يأْتمنونه على الصدقات التي يريدون إرسالها إلى مكة، وكان أَهل مكة يستبشرون به إذا حجّ لكثرة إحسانه إليهم، وكان للشاميّين فيه اعتقاد زائد.

مات في صفر بالطاعون وله ثلاث وسبعون سنة، وحضر الناس جنازنه حتى النائب؛ وقد نسخ الكثير، وخطُّه حسن.

١٥ - عبد الرحمن بن أَحمد بن محمد بن أَبي الوفا الشاذلي، أَبو الفضل بن الشيخ شهاب الدين. اشتغل في صباه قليلًا وتعالى النظم فقال الشعر الفائق، وكان ذكيًّا حسن الأَخلاق لطيف الطباع، غرق في بحر النيل هو ومحمد بن عبد الله البَشْكالُسِي (٢) وعبد الله بن أَحمد بن محمد التنسى جمال الدين قاضي المالكية وابن قاضيهم. ومن نظمه أَراه في مرثية محبوبٍ له:

مَضَتْ قامَةٌ كَانَتْ أَلِيفَةً مَضجَعى … فَلِلَّهِ أَلْحَاظٌ لَهَا ومَرَاشِفُ

وللهِ أَصْدَاغٌ حَكَيْنَ عَقَارِبًا … فهُنَّ عَلَى الحُكْمِ المعنَّى سَوَالِفُ

وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَمْسِ إِلَّا مِنَ الجفا … وإنِّي علَى ذَاكَ الجفّا اليوْمَ آسِفُ

رَعَى اللهُ أَيَّامًا وَناسًا عهِدْتُهُمْ … جِيَادا، ولَكِنَّ اللَّيَاليِ صَيارِفُ


(١) أمام هذه الترجمة في هامش ز "هو والد شيخنا الشيخ عبد الرحمن" أي شيخ الصيرفي على بن داود الجوهرى، أما عن عبد الرحمن هذا فراجع الضوء اللامع ٤/ ٢٢٣.
(٢) انظر فيما بعد ترجمة رقم ٢٦ ص ٥٠٤، وكذلك الضوء اللامع ٨/ ٣٢٥، ٤/ ١٨٣.