للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتوجّه بمن معه إلى مدرسة الأَشرف فملكها ثم مدرسة حسن، ورموا على الإصطبل ففرّ أَرغون فدخل القلعة بمفرده، وأَمر شيخ بإخراج من في جميع الحبوس من المسجونين فاطلقوا، وكان بعض ذلك بمباشرة يشبك بن أَزدمر بحيث أَنه هدم ما فوق خوخة أَيتمش وسهَّل الدخول للراكبين منها فدخلوا وفتحوا باب زويلة، فهرب حسين وإلى القاهرة وتوجّه إلى حبس الديلم فكسر بابه وأَخرج مَن فيه.

وأَمر شيخ بتَتَبّع الخيول من الإصطبلات وغيرها فأَخذ منها ما يحتاج إليه، ثم هجم على باب السلسلة فأَخذ الإصطبل، وجلس في الحرّاقة، وتوجّهوا إلى باب القلعة فطلبوا فتْحه فكلَّمهم الزمام من وراءِ الباب فقال: "إن حريم السلطان في القلعة"، فقالوا: "مالنا غرض في النهب بل نريد أَن نأْخذ ابن السلطان ونسلطنه" فقال: "ليحضر منكم إلى باب السرّ إثنان أَو ثلاثة فيحلفوا وأَنا أُسَلِّمه لكم"، وقصد إبْطاءَه ليحضر العسكر السلطاني، فباتوا. فلمّا أَصبحوا لاحت بوارق العسكر وارتفع العجاج وأُشيع أَن الناصر وصل، فارتفعت الأَصوات في القلعة بذلك وهلَّلوا وكبّروا، فركب شيخ وأَصحابه مِن ساعتهم نحو باب القرافة، فكبا بالأَمير شيخ جواده فبادر أَصحابه فأَركبوه غيره ولم يجسر أَحدٌ على اتِّبَاعِهم، وكان العسكر الواصل فيه بكتمر جلق وطوغان ومن معهما، فقبضوا من المذكورين على جماعة منهم بَردْبِك وبَرْسَبَاي وقَرَابُشْتُك (١).

وكان السبب في قدوم هؤلاء بهذه السرعة أَنَّ النَّاصر لمّا وصل دمشق وقيل له إن نوروز ومن معه توجهوا إلى صرْخد جهَّز بكتمر جلق وطوغان الدويدار ويشبك الموساوي وقنباي وأَسنبغا الزردكاش وأَلطنبغا العثماني ومَن معهم - وكانوا قَدْر أَلفِ نفس - ليحاصِروا نوروز ومَن معه ويقبضوا عليهم.

فلما وصلوا إلى صرخد قيل لهم قد توجهوا إلى غزَّة فاستمرّوا خلفهم إلى غزة، فقيل لهم توجّهوا إلى نحو مصر فاختلفوا، فقال بكتمر ومن معه: "ما معنا مرسوم بالروح لمصر"، وخالفهم الأَكثر فاحتاج أَن يوافقهم وتوجّهوا إلى مصر مسرعين، فاتفق وصولهم


(١) في هـ "قراكسك".