للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تنكز إلى حصن الأَكراد ومعه ابن إينال، وأَرسل إلى دمشق بالقبض على جماعةٍ من المخامرين.

* * *

فلما كان في السادس من رجب ركب بكتمر جلق ورفع علم السلطان ونادى: "من أَطاع السلطان فلْيقف تحت العلم! "، فتسارعوا إليه إلَّا قليلًا ومضوا إلى الميدان ودقُّوا طبلًا وقبضوا على قَنبَاي ونَكْبَاي وتوجّهوا، فتبعهم بقية العسكر فلم يلحقوهم، واستمر أُولئك إلى أَن دخلوا الكرك وكبيرهم برْدبك الخزندار، فلما بلغ الناصرَ خبرُ الكرك أَرسل تقليدَ نيابتها لسودون الجلب يستميله بذلك، ثم رحل الناصر فوصل إلى دمشق في أَواخر رجب.

ولما تحقق شيخ ونوروز رحيله من حلب توجها إلى عينتاب وسلكا البريّة طالبين الشام، فركب الناصرُ من حلب على حين غفلة فقدم دمشق في أَربعة أَيام، واستأْذنه القاضي جلال الدين في التوجه إلى القاهرة بسبب تجهيز الحرمين فأذن له فسار منها في ثامن شعبان.

وسار أيضا مجدُ الدين بن الهيصم ناظرُ الخاص فقدم القاهرة في ثامن عشر شعبان وبالغ في المصادرات وطلب الأَموال من غير حقها، حتَّى إنه أَحضر صحبته مراسم بإبطال المواريث الأَهلية حتى مَن له ولدٌ أَو والد، فلم يُمْهَل ومات في ليلة العشرين منه وسُرَّ الناس بموته.

وظفر الناصر بستةٍ من أَصحاب شيخ بدمشق فأَمر بهم فوُسِّطوا، وقدم الخير بوصول شيخ ونوروز إلى أَرض البلقاء في مائتين وخمسين فارسًا، وكان السبب في ذلك أَنهم تفرّقوا بعد رجوعهم من قيسارية عند تل باشر (١) ولحق بدمشق وصلب منهم عدة وافرة واختفى آخرون.


(١) تل باشر اسم يطلق على قلعة حصينة وكورة شمالي حلب انظر مراصد الإطلاع ١/ ٢٦٩،: Dussaud Topographie Hist. de la Syrie، p. ٤٦٨; Le Strange: op. cit. p. ٥٤٢.