للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يوزعوا على البساتين وغيرها من الطواحين والحمامات وغيرها نصف ما كان يأْخذه نوروز، وأَهلُ القرى حينئذٍ يُجْبى منهم الشعير. وأَحْدَثوا عليهم شعيرًا آخر ليزرع الفصيل الذي ترعاه الخيول.

ووصل إلى الناصر من التركمان والعربان ونوّاب القلاع خلق كثير، ووصلت إليه رُسل قرا يوسف ورُسل صاحب ماردين ورُسل قرايلك بتقادمهم وهداياهم، فكثرت العساكر وقلَّتِ الأَقوات، وظهر المللُ في العسكر وبدت نفْرتُهم من طول الإِقامة.

فأُلزم ولدا ذُلغادر: محمد وعلي بالقبض على نوروز وشيخ ومن معهما وطردهما من البلاد، ورجع إلى حلب.

فلما رجع توجّه سودون الجلب من عسكر نوروز وشيخ فغلب على الكرك، وخرج نائب دمشق في طلبه لمّا بلغه أَنَّه مرّ عليه فلم يدْركه، وفاتهم أَيضا جانم وقرقماس فتوجّها إلى ملطية ثم افترقا، وقدم قرقماس على الناصر بحلب فأَكرمه وولَّاه نيابة صفد، ثم قدم جانم فولاه نيابة طرابلس، ثم قدم تغري بردي - ابن أَخي دمرداش - فقُرّر في نيابة صفد وعُوّض عنها أَخوه قرقماس بحلب، وكان استناب في دمشق بكتمر جلق، وكان استناب حيدر - نائب قلعة المرقب - على طرابلس فتوجّه إليها وبها حسن بن محبّ الدين أُستادار شيخ وعلم الدين وصلاح الدين ولدا ابن الكويز من جهته فحاصرهم، ثم صُرف عن النيابة وسار إليها جانم المذكور قبل، وأَرسل الناصر إلى أَلطنبغا العثماني وقنباي المحمدي يطلبهما من دمشق فتوجّها إليه في خامس رجب.

ووصل بكتمر جلق في السادس منه فاستقرّ بها، ووصل فيروز الخزندار لإخراج من بقي مِن المماليك بدمشق. ووقعت بينه وبين نائب أَلبيرة وبين سودون المحمّدي حرب، فأَرسل الناصرُ مَن أَخذ قلعة الروم وأَرسل بلبان يحاصر كزل - من الشيخية - بصهيون، وأَرسل