للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلو أن ركبا يمموك لقادهم ... نسيمك حتى يستدل به الركب

وعن أنس قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا مر فى طريق من طرق المدينة وجدوا منه رائحة الطيب وقالوا: مر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من هذا الطريق «١» . رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح. وما أحسن قول القائل:

يروح على غير الطريق التى غدا ... عليها فلا ينهى علاه نهاته

تنفسه فى الوقت أنفاس عطره ... فمن طيبه طابت له طرقاته

تروح له الأرواح حيث تنسمت ... لها سحرا من حيه نسماته

وعن عائشة قالت: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وجها وأنورهم لونا، لم يصفه واصف قط إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر. وكان عرقه فى وجهه مثل اللؤلؤ، أطيب من المسك الإذفر. رواه أبو نعيم. وعن أنس قال:

دخل علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال عندنا، فعرق وجاءت أمى بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ- صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أم سليم ما هذا الذى تصنعين؟» قالت: هذا عرقك نجعله لطيبنا، وهو أطيب الطيب «٢» . رواه مسلم.

وفى رواية له: كان- صلى الله عليه وسلم- يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه. قال فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتيت فقيل لها هذا النبى نائم فى بيتك على فراشك قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره فى قواريرها، ففزع- صلى الله عليه وسلم- فقال: «ما تصنعين يا أم سليم» فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: «أصبت» والعتيدة: كالصندوق الصغير الذى تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها.


(١) ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٢٨٢) وقال: رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى فى الأوسط، ورجال أبى يعلى وثقوا.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٣١) فى الفضائل، باب: طيب عرق النبى- صلى الله عليه وسلم- والتبرك به.