للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ما روى أن الورد خلق من عرقه- صلى الله عليه وسلم- أو من عرق البراق فقال شيخنا فى الأحاديث المشتهرة: قال النووى: لا يصح. وقال شيخ الإسلام ابن حجر: إنه موضوع، وسبقه لذلك ابن عساكر، وهو فى مسند الفردوس بلفظ: «الورد الأبيض خلق من عرقى ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من عرق جبريل، والورد الأصفر خلق من عرق البراق» «١» . رواه من طريق مكى ابن بندار الزنجانى. حدثنا الحسن بن على بن عبد الواحد القرشى، حدثنا هشام بن عمار عن الزهرى عن أنس به مرفوعا ثم قال: قال أبو مسعود حدث به أبو عبد الله الحاكم عن رجل عن مكى. ومكى تفرد به انتهى.

ورواه أبو الحسين بن فارس اللغوى فى «الريحان والراح» له عن مكى به.

ومكى ممن اتهمه الدارقطنى بالوضع، وله طريق أخرى رواه أبو الفرج النهروانى فى الخامس والتسعين من «الجليس الصالح» له من طريق محمد بن عنبسة بن حماد، حدثنا أبى عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار عن أنس رفعه: «لما عرج بى إلى السماء بكت الأرض من بعدى فنبت اللصف من نباتها، فلما أن رجعت قطر من عرقى على الأرض فنبت ورد أحمر، ألا من أراد أن يشم رائحتى فليشم الورد الأحمر» «٢» . ثم قال أبو الفرج:

اللصف: الكبر، وقال: وما أتى به هذا الخبر فهو اليسير من كثير مما أكرم الله به نبيه ودل على فضله ورفيع منزلته. انتهى. وإنما ذكرته ليعلم «٣» .

وعن جابر بن سمرة أنه- صلى الله عليه وسلم- مسح خده، وقال: فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار «٤» . قال غيره: مسها بطيب أو لم يمسها يصافح المصافح فيظل يومه يجد ريحها، ويضع يده على رأس الصبى فيعرف من بين الصبيان ريحها. وجؤنة العطار: بضم الجيم وهمزة بعدها، ويجوز تخفيفها واوا: سلسلة مستديرة مغشاة أدما.


(١) موضوع: ذكره الحافظ ابن حجر فى اللسان (٢/ ٢١٩) فى ترجمة الحسن بن عبد الواحد القزوينى، وقال: هذا حديث موضوع، وضعه من لا علم له.
(٢) موضوع: أخرجه ابن عدى فى «الكامل» (٢/ ٣٤٢) .
(٣) أى: يعلم أنه موضوع.
(٤) صحيح: وقد تقدم.