للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صلى الله عليه وسلم- من المشى فى حجة الوداع فقال: «استعينوا بالنسلان» «١» وهو العدو الخفيف الذى لا يزعج الماشى.

وأما مشيه- صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه، فكانوا يمشون بين يديه وهو خلفهم، ويقول: «خلوا ظهرى للملائكة» «٢» ، وهو معنى قول القائل: وكان يسوق أصحابه ويماشيهم فرادى وجماعة. ومشى- صلى الله عليه وسلم- فى بعض غزواته مرة فجرحت أصبعه وسال منها الدم فقال: «هل أنت إلا أصبع دميت وفى سبيل الله ما لقيت» «٣» . رواه أبو داود. ولم يكن له- صلى الله عليه وسلم- ظل فى شمس ولا قمر رواه الترمذى الحكيم عن ذكوان. وقال ابن سبع كان- صلى الله عليه وسلم- نورا.

فكان إذا مشى فى الشمس أو القمر لا يظهر له ظل. قال غيره: ويشهد له قوله- صلى الله عليه وسلم- فى دعائه: «واجعلنى نورا» .

وأما لونه الشريف الأزهر- صلى الله عليه وسلم- فقد وصفه- عليه السّلام- جمهور أصحابه بالبياض، منهم: أبو بكر وعمر وعلى وأبو جحيفة وابن عمر وابن عباس وابن أبى هالة والحسن بن على وأبو الطفيل ومحرش الكعبى وابن مسعود والبراء وأنس فى إحدى الروايتين عنه.

فأما أبو جحيفة فقال: كان أبيض «٤» . رواه البخارى. وأما أبو الطفيل فقال: كان أبيض مليحا «٥» . رواه الترمذى فى الشمائل، وفى رواية مسلم:

أبيض مليح الوجه. وفى رواية عنه للطبرانى: ما أنسى شدة بياض وجهه مع شدة سواد شعره. وفى شعر أبى طالب:


(١) ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٥/ ٢٦٧) عن جابر، ولم يعزه لأحد!.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد فى «المسند» (٣/ ٣٩٨) من حديث جابر- رضى الله عنه-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (١٣٨٩) ولكن عزاه لابن سعد.
(٣) قلت: بل هو عند البخارى (٢٨٠٢) فى الجهاد والسير، باب: من ينكب فى سبيل الله، ومسلم (١٧٩٦) فى الجهاد والسير، باب: ما لقى النبى- صلى الله عليه وسلم- من أذى المشركين والمنافقين، من حديث جندب بن سفيان- رضى الله عنه-.
(٤) صحيح: وقد تقدم.
(٥) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٤٠) فى الفضائل، باب: كان النبى- صلى الله عليه وسلم- مليح الوجه.