للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لنجهد أنفسنا وهو غير مكترث «١» . وعن يزيد بن مرثد قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا مشى أسرع، حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه «٢» . رواه ابن سعد: ويروى أنه كان إذا مشى مشى مجتمعا أى قوى الأعضاء غير مسترخ فى المشى. وقال على- رضى الله عنه- كان إذا مشى تقلع «٣» .

وقال ابن أبى هالة: إذا زال زال تقلعا، يخطو تكفيا، ويمشى هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وفى رواية إذا زال زال قلعا- بالفتح والضم، فبالفتح هو مصدر بمعنى الفاعل أى لا يزول قالعا لرجله من الأرض، وهو بالضم إما مصدر أو اسم وهو بمعنى الفتح.

وقال الهروى: «قرأت هذا الحرف فى كتاب غريب الحديث لابن الأنبارى: قلعا: بفتح القاف وكسر اللام، وكذلك قرأته بخط الأزهرى، وهو كما جاء فى حديث آخر كأنما ينحط من صبب، والانحدار من الصبب والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض. أراد: أنه كان يستعمل التثبت ولا يتبين منه فى هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة» . وذريع المشية: أى واسع الخطوة قاله ابن الأثير.

وقال ابن القيم: التقلع الارتفاع من الأرض بجملته، كحال المنحط من الصبب، وهى مشية أولى العزم والهمة والشجاعة، وهى أعدل المشيات وأروحها للأعضاء، فكثير من الناس يمشى قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة، فهى مذمومة، وإما أن يمشى بانزعاج مشى الجمل الأهوج وهى مشية مذمومة، وهى علامة خفة عقل صاحبها ولا سيما إن أكثر الالتفات حال مشيه يمينا وشمالا. وفى بعض المسانيد: أن المشاة شكوا إلى رسول الله


(١) ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٦٤٨) فى المناقب، باب: رقم (٤٥) ، من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه-، بسند فيه ابن لهيعة، وهو سيئ الحفظ.
(٢) أخرجه ابن سعد فى «الطبقات» (١/ ٣٧٩) .
(٣) ضعيف: أخرجه الترمذى (٣٦٣٨) فى المناقب، باب: رقم (٣٨) ، وفى «الشمائل» له (٦٠) ، والبيهقى فى «دلائل النبوة» (١/ ٢٥٢) ، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .