للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقطعات الحبرات والعمائم العدنية، على الرواحل المهرية والأرحبية، ومالك ابن النمط يرتجز بين يديه- صلى الله عليه وسلم-. وذكروا له كلاما كثيرا حسنا فصيحا.

فكتب لهم- صلى الله عليه وسلم- كتابا أقطعهم فيه ما سألوه، وأمر عليهم مالك بن النمط، واستعمله على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف. وكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه.

وروى البيهقى بإسناد صحيح عن البراء أن النبى- صلى الله عليه وسلم- بعث خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام. قال البراء: فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد، فأقمنا ستة أشهر ندعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا، ثم إن النبى- صلى الله عليه وسلم- بعث على بن أبى طالب فأمره أن يقفل خالدا إلا رجلا ممن كان مع خالد أن يعقب مع على.

فلما دنونا من القوم خرجوا إلينا، فصلى بنا على، ثم صفنا صفّا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا، فقرأ عليهم كتاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأسلمت همدان جميعا، فكتب على إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بإسلامهم. فلما قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الكتاب خر ساجدا ثم رفع رأسه فقال: «السلام على همدان، السلام على همدان» «١» وأصل الحديث فى صحيح البخارى.

وهذا أصح مما تقدم، ولم تكن همدان تقاتل ثقيفا ولا تغير على سرحهم، فإن همدان باليمن وثقيف بالطائف. قاله ابن القيم فى الهدى النبوى.

روى البيهقى عن النعمان بن مقرن قال: قدمنا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أربعمائة رجل من مزينة، فلما أردنا أن ننصرف قال: «يا عمر زود القوم» قال: ما عندى إلا شىء من تمر ما أظنه يقع من القوم موقعا. قال: «انطلق فزودهم» قال: فانطلق بهم عمر فأدخلهم منزله ثم أصعدهم إلى علية، فلما دخلنا فإذا فيها من التمر مثل الجمل الأورق، فأخذ القوم منه حاجتهم. قال


(١) أخرجه البيهقى فى «السنن الكبرى» (٢/ ٣٦٦) ، وفى «دلائل النبوة» (٥/ ٣٦٩) ، وأصله عند البخارى (٤٣٤٩) فى المغازى، باب: بعث على بن أبى طالب- رضى الله عنه- وخالد بن الوليد- رضى الله عنه- إلى اليمن.