للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المكان الذى وقع به قتل قومهم، قال: فجلس الرجلان إلى أبى بكر وعثمان فقالا لهما إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينعى لكما قومكما.

فخرجا إلى قومهما فوجداهم قد أصيبوا فى اليوم الذى قال فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ما قال، وفى الساعة التى ذكر فيها ما ذكر.

فخرج وفد جرش حتى قدموا عليه- صلى الله عليه وسلم- فأسلموا وحمى لهم حمى حول قريتهم.

وفد بنى الحارث بن كعب «١» . قال ابن إسحاق: بعث- صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد فى شهر ربيع الآخر، أو جمادى الأولى سنة عشر إلى بنى الحارث بن كعب بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا، فإن استجابوا فاقبل منهم، وإن لم يفعلوا فقاتلهم.

فخرج خالد حتى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون فى كل وجه، ويدعون إلى الإسلام، ويقولون: أيها الناس أسلموا تسلموا، فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه.

فأقام خالد يعلمهم الإسلام وكتب إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بذلك. ثم أقبل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومعه وفدهم، منهم: قيس بن الحصين، ويزيد ابن المحجل، وشداد بن عبد الله.

وقال لهم- صلى الله عليه وسلم-: «بم كنتم تغلبون من قاتلكم» قالوا: كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدا بظلم، قال: «صدقتم» «٢» .

وأمر عليهم قيس بن الحصين، فرجعوا إلى قومهم فى بقية من شوال أو من ذى القعدة، فلم يمكثوا إلا أربعة أشهر حتى توفى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد همدان فيهم: مالك بن النمط، وضمام بن مالك، وعمرو بن مالك، فلقوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مرجعه من تبوك، وعليهم


(١) انظر «السيرة النبوية» لابن هشام (٢/ ٥٩٢- ٥٩٤) ، و «الطبقات الكبرى» لابن سعد (١/ ٣٣٩) .
(٢) ذكره ابن القيم فى «زاد المعاد» (٣/ ٦٢٢) .