للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبرى، ثم اخرجوا عنى ساعة، فإن أول من يصلى على جبريل، ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت ومعه جنود من الملائكة، ثم ادخلوا على فوجا فوجا، فصلوا علىّ وسلموا تسليما، وليبدأ بالصلاة علىّ رجال أهل بيتى، ثم نساؤهم، ثم أنتم، واقرؤا السلام على من غاب من أصحابى ومن تبعنى على دينى، من يومى هذا إلى يوم القيامة» ، قلنا: يا رسول الله، من يدخلك قبرك؟

قال: «أهلى مع ملائكة ربى» . وكذا رواه الطبرانى فى «الدعاء» وهو واه جدّا.

وقالت عائشة: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو صحيح يقول: «إنه لم يقبض نبى قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يحيّا أو يخير» . فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذى غشى عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: «اللهم فى الرفيق الأعلى» ، فقلت: إذا لا يختارنا، فعرفت أنه حديثه الذى كان يحدثنا وهو صحيح «١» . وفى رواية: أنها أصغت إليه قبل أن يموت، وهو مستند إلىّ ظهره يقول: «اللهم اغفر لى وارحمنى وألحقنى بالرفيق الأعلى» «٢» . رواه البخارى من طريق الزهرى عن عروة.

وما فهمته عائشة من قوله- صلى الله عليه وسلم-: «اللهم فى الرفيق الأعلى» أنه خير، نظير فهم أبيها- رضى الله عنه- من قوله- صلى الله عليه وسلم-: «إن عبدا خيره الله ما بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده» أن العبد المراد هو النبى- صلى الله عليه وسلم- حتى بكى كما قدمته. ذكره الحافظ ابن حجر.

وعند أحمد من طريق المطلب بن عبد المطلب بن عبد الله عن عائشة:

أن النبى- صلى الله عليه وسلم- كان يقول: «ما من نبى يقبض إلا يرى الثواب ثم


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٤٤٣٧) فى المغازى، باب: مرض النبى ووفاته. من حديث عائشة- رضى الله عنها-.
(٢) صحيح: أخرجه الترمذى (٣٤٩٦) فى الدعوات، باب: ما جاء فى عقد التسبيح باليد. من حديث عائشة- رضى الله عنها-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن الترمذى» .