للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: هل تموت الروح أو لا تموت؟ فيه خلاف، والذي رجحه ابن القيم (١)، وهو الصواب: أن موت الأرواح هو مفارقتها لأجسادها؛ فإن أريد هذا القدر فهي ذائقة الموت ف ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران: ١٨٥]، وإن أريد أنها تصير عدمًا بعد فراقها للبدن فلا؛ فالروح باقية؛ إما في نعيم أو عذاب.

ومن المسائل التي طرقها ابن القيم كذلك: الفرق بين النفس والروح (٢)، وبيَّن أن النفس تطلق على معان متعددة، والروح تطلق على معان متعددة، وتتفقان في بعض المواضع، فإذا قيل - مثلًا -: خرجت نفسه أو خرجت روحه؛ فالمعنى واحد.

ومنها: هل النفس واحدة أو ثلاث؟ (٣)

الصحيح: أنها واحدة؛ لكن ذكرها بلفظ: النفس الأمارة بالسوء، والنفس المطمئنة، والنفس اللوامة إنما هو باعتبار صفاتها، وإلا فهي نفس واحدة.

ومن الناس من يقول: لمَ الخوض والكلام في الروح مع أن الله تعالى يقول: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: ٨٥]؟

والجواب: أن هذه الآية ليس فيها النهي عن الكلام في الروح.

ثم إن الروح في الآية قد اختلف فيه، فقيل: إنه الروح الأمين جبريل .


(١) الروح ص ٧٠.
(٢) الروح ص ٣٢٥.
(٣) الروح ص ٣٣٠.

<<  <   >  >>