للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الواجب في الألفاظ المحدثة في صفاته تعالى]

وقوله: «وتعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات».

كلمة «تعالى»: تفيد التنزيه، وجاءت في القرآن في مواضع: ﴿[الأنعام: ١٠٠]، ﴿تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣)[النمل]، وهي من جنس ﴿سُبْحَانَهُ﴾ [البقرة: ١١٦] و ﴿تَبَارَكَ﴾ [الأعراف: ٥٤]، فكلها ألفاظ تفيد التنزيه.

«تعالى»: تنزه وتقدس.

وهذه الألفاظ التي استعملها الإمام الطحاوي - عفا الله عنا وعنه - لم ترد في كتاب ولا سنة، فليس في شيء من النصوص هذا النوع من النفي، فليته لم يأت بهذه العبارات التي هي من جنس عبارات أهل البدع؛ فإنهم يأتون بألفاظ محدثة ومجملة، والقاعدة في الألفاظ المحدثة المجملة: التوقف عن الحكم على قائلها أو عليها إلا بعد الاستفصال؛ فإن أراد منها حقًّا؛ قبلنا ما أراد، وإن أراد باطلًا؛ رددنا الباطل، وإن أراد حقًّا وباطلًا؛ وقفنا اللفظ، وقبلنا الحق، ورددنا الباطل (١).


(١) التدمرية ص ٢٤٣، ومجموع الفتاوى ٣/ ٣٤٧ و ٥/ ٣٠٥ و ١٢/ ١١٤، ومنهاج السنة ٢/ ٢١٧ و ٥٥٤، ودرء تعارض العقل والنقل ١/ ٧٦ و ٢٣٨.

<<  <   >  >>