للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: إنه ملك آخر.

وقيل: المراد بالروح الوحي (١).

وإذا كان المراد: الروح التي هي النفس، فإن الله قال: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: ٨٥]، وليس في هذا النهي عن الكلام في الروح، والواجب هو الكلام فيها بعِلم، أما الكلام فيها بغير علم؛ فهذا هو المحذور، وفي كل مقام أيضًا، أما الكلام في الروح في حدود ما جاء في الكتاب والسنة؛ فهذا حق وبيان لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله .

والكلام والبحث في الروح له فائدتان:

الأولى: معرفة الحق من الباطل من أقوال الناس.

والثانية: معرفة ما ورد في الكتاب والسنة في شأن الروح.

وضرب شيخ الإسلام ابن تيمية في «العقيدة التدمرية» (٢) بها المثل لبيان وتقرير أن قيام الصفات بالموصوف لا يلزم منه المشابهة لغيره، ليقرر بذلك أن إثبات صفات الله لا يستلزم معرفة كنهه ولا تشبيهه بخلقه، فالروح مع أنها موصوفة في النصوص بصفات ثبوتية وسلبية؛ فالعقول عاجزة عن تكييفها، وهي عن تكييف الرب أعجز، وهي مباينة للأجسام المشهودة، ومباينة الله لخلقه أعظم، وهو كلام ناصع بيِّنٌ متضمن لإفحام المبطلين المعطلين.

* * *


(١) تفسير البغوي ٥/ ١٢٥، وزاد المسير ٥/ ٦٠.
(٢) ص ٢٠٣.

<<  <   >  >>