للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وجوب التصديق بخبر الرسول وحمله على مراده]

وقوله : «وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول ، فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك مُتأوِّلين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا».

يعني: ما جاء عن الله تعالى في كتابه هو على ما أراده وعَلِمَه، وما جاء عن النبي وصحَّ من سنته؛ فهو كما قال، فقد قال : «إنكم سترون ربكم» فسنرى ربنا كما قال، وهذا معناه التصديق، فما جاء عن النبي من الحديث الصحيح فهو حقٌّ كما أخبر، هذا معنى قوله: «كما قال» فنحن نؤمن به مصدقين لخبر الله تعالى، وخبر رسوله ، وهذا بيان لوجوب الإيمان بما أخبر الله به، وما أخبر به رسوله في هذه المسألة وغيرها.

وقوله: «ومعناه على ما أراد»، الكلام في هذا كالكلام فيما قبله، فقوله : «إنكم سترون ربكم» ماذا أراد ؟ أراد الرؤية البصرية، ونعلم أنه أراد ذلك يقينًا، وليس المقصودُ التفويضَ - فنقول: الله أعلم بمراده ومراد رسوله -؛ بل نقول: نعم هو كما قال، ومعناه على ما أراد، ونحن نعلم المعنى الذي أراده من قوله : «إنكم سترون ربكم»؛ لأنه يُخاطبنا بكلام واضح مبين مفسَّر لا إجمال فيه ولا إبهام، فلا يجوز أن

<<  <   >  >>