للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحج والجهاد مع الأئمة برهم وفاجرهم]

وقوله: «والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين بَرِّهِم وفاجِرِهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما».

الحج مشروع منذ فرضه الله إلى قيام الساعة والجهاد مشروع إلى قيام الساعة، مع الأمراء والأئمة بَرِّهِم وفاجِرِهم لا يمنعهما فجور أو ظلم الأمير، بل يشرع الحج مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فجارًا. وكذا الجهاد والقتال إذا كان مشروعًا، فلا يمنع منه كون القائد فاجرًا أو عاصيًا أو ظالمًا.

وذكر الحج؛ لأن الخلفاء في الدولة الإسلامية كانوا يعينون أميرًا على الحج؛ لأنه يُحتاج فيه إلى تنظيم القوافل؛ لأنهم خلق كثير؛ كالجيش، ويحتاجون إلى سياسية وقيادة تدبر أمر السير، وترتيب الحراسات؛ وما يحتاجون إليه من الأغذية وعلف الدواب، وغيرها؛ فلهذا ذكر العلماء الحج مع الجهاد.

وذكر الطحاوي وغيره هذه المسألة للتنبيه على مخالفة الرافضة، فالرافضة عندهم أنه لا جهاد إلا مع إمام معصوم (١)، وهم يقولون بعصمة الأئمة الاثني عشر: أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين


(١) المبسوط في فقه الإمامية ٢/ ٨، وشرائع الإسلام ١/ ٢٣٢.

<<  <   >  >>