للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مذهب أهل السنة في الصلاة خلف المسلمين، وعلى موتاهم]

وقوله: «ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم».

«ونرى» نحن أهل السنة؛ لأن العقيدة بها تقرير منهج أهل السنة: «الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة» أي: من المسلمين، والبر: الصالح التقي. والفاجر: الفاسق الذي ظهر فسقه وفجوره بما ارتكب من ذنوب.

أي: أننا لا نعطل الجمع والجماعات، وصلاة العيدين من أجل فجور أو فسق الإمام؛ فإن هذه شرائع وشعائر ظاهرة، والأصل أن صلاة الفاجر والفاسق صحيحة، ومن الأدلة العامة على هذا حديث أبي هريرة في «صحيح البخاري» عن النبي أنه قال في الأئمة: «يصلون لكم؛ فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم» (١)؛ لأن فسوق الفاسق وفجور الفاجر عليه ولا يضرك.

ومن الدليل على هذا الأصل ما جاء عن الصحابة والتابعين، فقد كانوا يصلون خلف الولاة مع جورهم وظلمهم كما صلى ابن عمر خلف الحجاج بن يوسف المعروف بظلمه (٢)، وفي الصحيح عن


(١) رقم (٦٩٤).
(٢) رواه البخاري (١٦٦٠)، وانظر: فتح الباري لابن رجب ٦/ ١٨٦ - ١٩٥.

<<  <   >  >>