يقول ﵀:«نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يُعجزه، ولا إله غيره».
يقول ﵀:«نقول»، هذا شروع في بيان ما قصد إليه، «نقول» نحن أهل السنة، هو يعبر عن نفسه، وعمن ذكر من الأئمة وغيرهم من أئمة الدين، «نقول» بألسنتنا «معتقدين» بقلوبنا، فجمع بين الإقرار باللسان، والاعتقاد بالجنان، «نقول في توحيد الله»، يعني نقول في موضوع التوحيد، والأصل في معنى التوحيد: جَعْلُ الشيء واحدًا، واعتقاده واحدًا، والمراد بتوحيد الله يعني في شأن وحدانيته تعالى واعتقاد تفرده، فهو تعالى واحد، والتوحيد: هو الإيمان بأنه ﷾ واحد في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وتخصيصه وإفراده بالعبادة، هذا هو توحيد الله.
فالتوحيد اعتقاد العبد وفعله.
أما الوحدانية فصفة الرب تعالى، كما يدل على ذلك اسمه الواحد والأحد، فهو واحد في كل شؤونه ﷾.
والله تعالى يوحد نفسه بمعنى أنه يثني على نفسه بذلك، ويُعلِّم عباده بأنه واحد، كما قال تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ﴾