للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تأثير الذنوب على الإيمان]

وقوله: «ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله».

وأهل السنة لا يقولون: «لا يضر مع الإيمان ذنب» خلافًا للمرجئة، والطحاوي في هاتين الجملتين يقصد الرد على الخوارج في الأولى، وعلى المرجئة الغلاة في الثانية، والمرجئة والخوارج على طرفي نقيض، فالخوارج يُكفِّرون بالذنوب، فعندهم فاعل الكبيرة كافر مرتد خارج عن ملة الإسلام حلال الدم والمال (١)، أما عند المرجئة ما دام معه أصل الإيمان وهو التصديق أو معرفته للخالق فهو عندهم مؤمن كامل الإيمان، لا يضره ما يفعل من الذنوب (٢)، وبدعتهم هذه أقبح من بدعة الخوارج؛ لأن الخوارج يعظمون أمر الذنوب، ويبالغون في الحذر والتحذير منها، وقد اختلف العلماء في تكفيرهم، فعن أحمد فيهم روايتان (٣)، ونقل شيخ الإسلام أن الصحابة أجمعوا على عدم كفر الخوارج (٤)، لكنهم مبتدعة ضُلاَّل.


(١) مقالات الإسلاميين ص ٨٦، والملل والنحل ١/ ٨٥، ومجموع الفتاوى ١٢/ ٤٧٠.
(٢) مجموع الفتاوى ١٢/ ٤٧٠.
(٣) مجموع الفتاوى ٢٨/ ٥١٨.
(٤) الإيمان الكبير ص ٢١٧.

<<  <   >  >>