كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد - علل الحديث

اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تعني: عندها (١).

قال الإمام أحمد: منكر (٢).

الثاني: حديث أم سلمة -رضي اللَّه عنها-: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرها أن توافي صلاة الصبح يوم النحر بمكة (٣).

قال الإمام أحمد: لم يسنده غيره، وهو خطأ. قلت -يعني: أبا معاوية.

وقال: وكيع عن هشام، عن أبيه مرسلًا: إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرها أن توافيه صلاة الصبح يوم النحر بمكة، أو نحو هذا، وهذا أعجب أيضًا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم النحر ووقت الصبح، ما يصنع بمكة؟ كأنه ينكر ذلك، قال: فجئت إلى يحيى بن سعيد فسألته فقال: عن هشام عن أبيه: أمرها أن توافي، وليس: توافيه. قال: وبين ذلك فرق، قال لي يحيى: سل عبد الرحمن عنه، فسألته، فقال: هكذا سفيان، عن هشام، عن أبيه.

قال الخلال: سها الأثرم في حكايته: توافيه. وإنما قال: وكيع: توافي مني. وأصاب في قوله: توافي كما قال أصحابه وأخطأ في قوله: منى (٤).

ومرة كان أحمد بن حنبل يدفع حديث أم سلمة هذا ويضعفه (٥).

(١) أخرجه أبو داود (١٩٤٢) قال: حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. . الحديث.
(٢) "زاد المعاد" ٢/ ٢٤٩، "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٥٨.
(٣) أخرجه البيهقي ٥/ ١٣٣ قال: حدثنا كامل بن أحمد المستملي، أنبأ بشر بن أحمد المهرجاني، ثنا داود بن الحسين البيهقي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، به.
(٤) "زاد المعاد" ٢/ ٢٤٩، "العلل" رواية عبد اللَّه (٢٦٣٧)، "الفروسية" ص ١٩٩ - ٢٠٠، "التاريخ الكبير" للبخاري ١/ ٧٥.
(٥) "التمهيد" ٧/ ٢٧٠.