للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديثا من حديث غيري، ثمّ أومأ إلى أحمد وقال: أنت أمين الدين عليك وعليهم، قال: فأقاموا عنده حولا.

قال أبو عبد الرحمن النسائي: عبد الرزاق بن همّام فيه نظر لمن كتب عنه بآخره، وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام لمن يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بآخره حدث عنه بأحاديث مناكير.

حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي قلت عبد الرزاق كان يتشيّع ويفرط في التشيّع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا تعجبه الأخبار.

قال مخلد الشعيري: كنّا عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذّروا مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان! .

قال عليّ بن عبد الله بن المبارك الصنعاني: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه، ثمّ حرق كتبه، ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك فقال: كنّا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الطويل، فلمّا قرأ قول عمر لعليّ والعباس: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، قال: ألّا يقول الأنوك: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ! قال زيد بن المبارك: فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثا أبدا (١).


(١) قلت: هذا غلو من الطرفين: الإمام عبد الرزاق رحمه الله، على جلالته يغلوا ويصف عمر - رضي الله عنه - المشهود له بالجنة بالحمق، واين هو من عمر - رضي الله عنه - فضلا ومكانة عند الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، والحق أن عمر لم يخطئ فيما قال: جاء علي - رضي الله عنه - يطلب ميراث امرأته من أبيها، ولعل عمر - رضي الله عنه - فطن لشيء لم يفطن له عبد الرزاق، ولم يقل: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلمه بأن رسول الله لا يورث، حاله كحال الأنبياء من قبله، فاستخدم لفظة أبيها لظنهم أنهم يرثون والله أعلم، أما زيد بن المبارك رحمه الله فقد انتصر لعمر - رضي الله عنه - بغلو، إذ حرق ما سمع من عبد الرزاق، وترك حديثه ولم يعد إليه، ولم يرو عنه حديثا أبدا، ولو أنه أضرب عن رواية الحديث الذي أحدث فيه عبد الرزاق رحمه الله ذما لعمر - رضي الله عنه -، وأخذ عنه ما صح من حديثه لكان أولى رحمهم الله.

<<  <   >  >>