للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأحمد بن منصور بن محمد بن عباس الشيرازي، الحافظ، من الرّحّالين المكثرين.

قال الحاكم:

كان صوفيّا رحّالا في طلب الحديث، من المكثرين من السماع والجمع، ورد نيسابور سنة (٣٣٨) وأقام سنين، وكان معه مصنفات كثيرة في الشيوخ والأبواب، ورحل إلى العراق، والشام، وانصرف إلى بلده شيراز، وصار في القبول عندهم بحيث يضرب به المثل.

مات بها في شعبان سنة (٣٨٢) (١).

(١٣٤٨) النسبة: الشيرزي، نسبة إلى شِيرَز: بالكسر ثم السكون، وتقديم الراء المفتوحة على الزاي، وهي شير وزيادة الزاي للنسبة، كما قالوا رازي ومروزي: من قرى سرخس شبيهة بالمدينة، على طرف من طريق هراة.

[والمنسوب: عمر بن محمد ابن علي بن أبي نصر الفقيه أبو حفص السرخسي.]

الشيرزي، ولد في رجب سنة (٤٤٩) بقرية شيرز.

إمام مناظر، مقرئ لغويّ، شاعر أديب، كثير المحفوظات، مليح المحاورة، دائم التلاوة، كثير التهجد بالليل، أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وصنّف التصانيف في الخلاف، كالاعتصام، والاعتضاد، والاسولة، وغيرها، تفقّه أولا بسرخس، وبلخ على الإمام أبي حامد الشجاعي، ثم على أبي المظفر السمعاني بمرو، وسكنها إلى أن مات بها.

وصل في علم النظر بحيث يضرب به المثل، وكان الشهاب الوزير يقول: لو فُصد عمر السرخسي لجرى منه الفقه مكان الدم، وكان خرج إلى العراق ورأى الخصوم وناظرهم، وظهر كلامه عليهم.

من شيوخه: أبو الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، الحافظ، وأبو ذرّ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأدرمي، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المظفّري، سمع منهم بسرخس، وأبو علي الحسن بن علي الوخشي، وأبو حامد


(١) معجم البلدان ٣/ ٣٨٠، ٣٨١.

<<  <   >  >>