غيرهم جدّا من الفقهاء الشافعية، والمدارس منهم مملوءة، أخبرني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر كتابة قال: سمعت أبا بكر المبارك بن الحسن الشهرزوري المقرئ يقول (١).
(١٣٤٣) النسبة: الشهرستاني، نسبة إلى شَهْرَسْتَان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وبعد الراء سين مهملة، وتاء مثناة من فوقها، وآخره نون، في عدّة مواضع، منها: شهرستان: بليدة بخراسان قرب نسا بينهما ثلاثة أميال، وهي بين نيسابور وخوارزم، نسب إليها قوم من أهل العلم.
[والمنسوب: محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح بن أبي القاسم بن أبي بكر الشهرستاني.]
المتكلم الفيلسوف، صاحب التصانيف، ولد سنة (٤٦٩).
نقل ياقوت قول أبي محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في تاريخ خوارزم: دخل خوارزم واتخذ بها دارا وسكنها مدة، ثم تحول إلى خراسان، وكان عالما حسنا، حسن الخط واللفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيّب المعاشرة، لولا تخبّطه في الاعتقاد، وميله إلى الإلحاد، لكان هو الإمام، وكان العلماء يتعجبون من وفور فضله، وكمال عقله كيف مال إلى شيء لا أصل له، واختار أمرا لا دليل عليه معقولا ولا منقولا، وليس ذلك إلا لإعراضه عن نور الشريعة واشتغاله بظلمات الفلسفة، وكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذبّ عنهم، خرج من خوارزم سنة (٥١٠) وحجّ في هذه السنة، ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية، وظهر له قبول عند العوام.
من شيوخه: أحمد الخوافي، وأبو نصر القشيري، تفقه عليهما بنيسابور، وأبو القاسم الأنصاري، قرأ عليه الأصول، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المدائني، سمع عليه الحديث، وغيره.
ومن فلسفته: أنه سئل يوما في محلة ببغداد عن سيدنا موسى - عليه السلام - فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من جانب