ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند أبى داود في السنن (٤/ ٢٣٦) (رقم: ٣٩٢١)، وأحمد في المسند (١/ ١٨٠)، وهذا يقتضي عدم الجزم بالشؤم بخلاف رواية الزهري. (١) تأويل مختلف الحديث (ص: ١٢٠). وحديث عائشة أخرجه اْحمد في المسند (٦/ ١٥٠، ٢٤٦، ٢٤٠) وإسحاق بن راهويه في مسنده (٣/ ٧٥١) (رقم: ٨٢٢)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٧٩)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢/ ٢٥٥) (رقم: ٧٨٦)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص: ١٢٠) من طرق عن قتادة عن أبي حسان قال: دخل رجلان من بني عامر على عائشة فأخبراها أن أبا هريرة يحدّث عن النبي ﵇ أنه قال: "إنَّ الطِيرة في المرأة والدار والفرس"، فغضبت وطارت شِقّة منها في السماء وشِقّة في الأرض فقالت: والذي نزّل القرآن على محمد ﷺ ما قالها رسول الله ﷺ، إنما قال: "إن أهل الجاهلية كانوا يتطيّرون من ذلك". لفظ الطحاوي. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده حسن؛ فيه أبو حسان، واسمه مسلم بن عبد الله صدوق كما في التقريب (رقم: ٨٠٤٦)، وانظر تهذيب الكمال (٣٣/ ٢٤٢)، تهذيب التهذيب (٢/ ٧٦١). ويشهد له ما أخرجه الطيالسي في مسنده (ص: ٢١٥) من طريق مكحول عن عائشة بنحوه. وسنده منقطع مكحول لم يسمع من عائشة كما في الفتح (٦/ ٧٢). وقال الذهبي: "يروي بالإرسال عن عائشة". الميزان (٢/ ٣٠٢). وجملة القول أنَّ الرواة اختلفوا في لفظ هذا احديث هل هو بإثبات الشؤم أم بنفيه، ولعل الراجح من ذلك من رواه بالنفي أي بقوله: "إن كان الشؤم في شيء"؛ لكثرة من رواه كذلك عن النبي ﷺ، والله أعلم. قال الطحاوي معلقًا على حديث جابر وما في معناه من الأحاديث التي تنفي وجود الشؤم في شيء: "فكان في ذلك ما قد دلّ على انتفاء ذلك القول المضاف إلى رسول الله ﷺ في إثباته الشؤمَ في الثلاثة الأشياء التي روينا عنه أن الشؤم فيها". شرح مشكل الآثار (٢/ ٢٥٣). وانظر: تأويل مختلف الحديث (ص: ١١٧)، التمهيد (٩/ ٢٨٧ - ٢٩١)، الفتح (٦/ ٧١ - ٧٤). (٢) سيأتي حديثه (٣/ ١٠٨).