والواقدي متروك، وقد خالفه هُشيم بن بشير كما عند أحمد، وابن أبي شيبة، والبيهقي، وابن حبان، وابن عبد البر، وخالفه أيضًا عبد الله بن حمران كما عند البزار فذكروه عن عبد الحميد عن عمر بن الحكم معنعنا -وقد سبق تخريج هذه الطرق-. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: ١٨٤) (رقم: ٥٢٢) قال: حدثنا قيس بن جعفر قال: ثنا خالد بن الحارث حدّثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي: أن أبا بكر بن جَزء ومحمد بن المنكدر في ناس من أهل المسجد عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري قالوا: يا أبا حفص حدِّثنا؟ قال: سمعت جابر بن عبد الله … فذكره. وهذا رجاله ثقات إلا عبد الحميد بن جعفر. وأبوه هو جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري وهو ثقة. والذي يظهر أنَّ الاضطراب في إسناد هذا الحديث جاء من عبد الحميد بن جعفر، فمرة يرويه عن أبيه ومرة عن أمه ومرة عن عمر بن الحكم من غير واسطة وهذا مما يؤيد أنه لم يسمع منه هذا الحديث خاصة. لذا قال فيه الحافظ في التقريب (رقم: ٣٧٥٦): "صدوق رمي بالقدر وربما وهم". ولعل هذا من أوهامه، والله أعلم. وقال الحافظ عن طريق البخاري في الأدب: "إن كان محفوظا فيكون عبد الحميد حدّث به عن أبيه وعن أمّه، وإلا فخالد أحفظ الجميع". إتحاف المهرة (٣/ ٢٨١). قلت: ولعل الأقرب ما ذكرته من اضطراب عبد الحميد ووهمه والله أعلم. وللحديث عدة شواهد منها: - حديث أبي الدرداء ﵁: أخرجه أبو يعلى في مسنده كما في المطالب العالية (٣/ ٩٢) (رقم: ٢٤٩٣) قال: حدّثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا إسحاق، ثنا معاوية، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء مرفوعًا، إلا أنه قال: "خاض في الرحمة إلى حِقويه". وسنده ضعيف، شيخ أبي يعلى واسمه محمَّد بن يزيد، ليس بالقوي كما في التقريب (رقم: ٦٤٠٢). =