قلت: وفي إسناده هشام بن سعد المدني أبو عباد تُكلّم فيه. وقال الحافظ: "صدوق له أوهام". انظر: تهذيب الكمال (٣٠/ ٢٠٤)، تهذيب التهذيب (١١/ ٣٧)، التقريب (رقم: ٧٢٩٤). وروى الآجري عن أبي داود أنه قال: "هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم". تهذيب الكمال (٣٠/ ٢٠٨). لكن مخالفة مالك لهشام توهن إسناده، ومالك أثبت من هشام في كل شيء، والصحيح أنَّ الحديث عن زيد بن أسلم عن جابر. وأخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار (٣/ ٣٦٩) (رقم: ٢٩٦٤) من طريق محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن إبراهيم، عن عطاء، عن جابر بنحوه. وفيه محمَّد بن إسحاق مدلس ولم يصرّح بالتحديث. (١) التاريخ (٣/ ٢١٩ - رواية الدوري-). (٢) اختلف العلماء في سماع زيد بن أسلم من جابر فأثبته قوم ونفاه آخرون، وممّن نفاه ابن معين كما سبق وتابعه علي ابن الحسين بن الجنيد فقال: "زيد بن أسلم عن جابر مرسل". جامع التحصيل (ص: ١٧٨). وممّن أثبته ابن حبان فقال: "وزيد بن أسلم سمع جابر بن عبد الله؛ لأنَّ جابرًا مات سنة تسع وسبعين، ومات أسلم مولى عمر في إمارة معاوية سنة بضع وخمسين وصلى عليه مروان بن الحكم، وكان على المدينة إذ ذاك، فهذا يدلّك على أنَّه سمع جابرًا وهو كبير، ومات زيد بن أسلم سنة ست وثلاثين ومائة وقد عُمّر". الصحيح (١٢/ ٢٣٧). واستدلال ابن حبان قويّ، وبيانه: أنَّ زيد بن أسلم عمن أبيه أسلم- وروايته عنه في الكتب الستة كما في تهذيب الكمال (١٠/ ١٣)، وانظر أمثلة ذلك في تحفة الأشراف (٨/ ٥) - فإذا كان سماعه من أبيه الذي توفي سنة بضع وخمسين متيقّن فسماعه من جابر المتوفَّى سنة تسع وسبعين من باب أولى، والله أعلم. =