وفيه أيضًا انقطاع؛ فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا كما نقله ابن أبي حاتم في المراسيل (ص: ٢٥٥) عن ابن معين، والعلائي في مراسيله (ص: ٢١٣) عنه وعن البخاري، ولهذه العلل رجح البزار الرواية الأولى عن عبد الرحمن بن عوف فقال: وحديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه، عن قاص أهل فلسطين عن عبد الرحمن أصح من حديث يونس بن خباب، وهذا هو ما رجحه الدارقطني أيضًا حيث قال: "ويشبه أن يكون عمر قد حفظ إسناده عن أبيه". العلل (٤/ ٢٦٧). فالحاصل أن حديث عبد الرحمن بن عوف ضعيف من الوجهين جميعًا لكن يشهد لبعضه حديث أبي هريرة المتقدم، كما يشهد له أيضًا حديث أبي كبشة الأنماري، أخرجه الترمذي في السنن كتاب: الزهد، باب: ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر (٤/ ٤٨٧) (رقم: ٢٣٢٥) وقال: "حسن صحيح"، وأحمد في المسند (٤/ ٢٣٠) فهو حسن بهما. (١) انظر: (٢/ ٨٥).