وقال الحافظ في التلخيص (١/ ١٤٠): "رواه الدارقطني والطبراني، وإسناده لا بأس به، ذكر الأثرم أن أحمد احتج به". قلت: كذا قالا! وفي الإسناد سعيد بن محمد بن ثواب، تفرد به عن أبي عاصم كما قال الطبراني في الصغير، ولم أجد من جرحه أو وثقه فهو مجهول الحال كما قال الشيخ الألباني في الإرواء (١/ ١٥٩). وفيه أيضًا عنعنة ابن جريج وهو مدلس من الثالثة فلا يحتج بحديثه إلا إذا صرّح فيه بالسماع وهو لم يصرح هنا، وعليه فالإسناد ضعيف لكن يشهد له حديث حكيم بن حزام الآتي. وحديث حكيم بن حزام أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٣/ ٢٢٩) (رقم: ٣١٣٥)، وفي الأوسط (٣/ ٣٢٦) (رقم: ٣٣٠١)، والدارقطني في السنن (١/ ١٢٢)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٤٨٥)، كلهم من طريق سويد أبي حاتم حدثنا مطر الوراق، عن حسان بن بلال عن حكيم بن حزام به. وإسناده ضعيف أيضًا، فيه سويد أبو حاتم، قال الحافظ فيه في التلخيص (١/ ١٤٠): "ضعيف"، وقال في التقريب (رقم: ٢٦٨٧): "صدوق سيّئ الحفظ له أغلاط، لكن يشهد له حديث ابن عمر ومرسل عبد الله بن أبي بكر، وبمجموع هذه الطرق يرتفع الحديث إلى درجة الحسن إن شاء الله، وقد صححه إسحاق المروزي. انظر: السائل عن الإمام أحمد وإسحاق (١/ ١٥٢). (١) سيأتي حديثه (٥/ ٢٧٧). (٢) مَهزُور: بفتح الميم وسكون الهاء وضم الزاي وسكون الواو وآخره راء. ومُذَيْنِب: بضم الميم وسكون الياء وكسر النون بعدها باء موحدة، قال عبد الملك بن حبيب فيما نقل عنه ابن عبد البر: "إنهما واديان من أودية المدينة يسيلان بالمطر، ويتنافس أهل الحوائط في سيلهما". وذكر محمد حسن شرّاب أنهما واديان يصبّان على نخل العوالي، ومنهما يتكوّن وادي بطحان المعروف اليوم بأبي جيدة. انظر: التمهيد (١٧/ ٤١٠)، ومعجم ما استعجم (٤/ ١٢٠٤ و ١٢٧٥)، والنهاية (٤/ ٣١٣)، وفتح الباري (٥/ ٤٩)، وتاريخ معالم المدينة قديما وحديثًا (ص: ٢٠٥)، والمعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: ٢٨٣). (٣) الموطأ كتاب: الأقضية، باب: القضاء في المياه (٢/ ٥٧٠) (رقم: ٢٨).