قال ابن عدي: "هذا منكر عن مالك … لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف، وهذا الحديث في الموطأ عن زياد بن أبي زياد، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن النبي ﷺ مرسلًا". وقال أيضًا: "عبد الرحمن بن يحيى يحدّث عن الثقات بالمناكير". الكامل (٤/ ١٥٩٩). وقال البيهقي عقب الحديث: "هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى وغلط فيه، إنَّما رواه مالك في الموطأ مرسلًا". قلت: فالمحفوظ عن مالك إرساله كما قال ابن عبد البر، وله شواهد ستأتي. (١) أخرجه الترمذي في السنن كتاب: الدعوات، باب: دعاء يوم عرفة (٥/ ٥٣٤) (رقم: ٣٥٨٥)، وأحمد في المسند (٢/ ٢١٠)، والمحاملي في الدعاء (ص: ١٦٩) (رقم: ٦٤)، والفاكهي في أخبار مكة (٥/ ٢٤) (رقم: ٢٧٥٩)، كلهم من طريق محمد بن أبي حميد، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه: أن النبي ﷺ قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، فذكره. قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وحمّاد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس بالقوي عند أهل الحديث". قلت: له شواهد منها: الأول: ما رواه الطبراني في الدعاء (٢/ ١٢٠٦) (رقم: ٨٧٤) عن قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي مرفوعًا: "أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله"، فذكره. وقيس بن الربيع لا بأس به في المتابعات. الثاني: حديث المسور بن مخرمة، أخرجه ابن مردويه في أماليه (ص: ١١١) (رقم: ٣). الثالث: ما رواه الطبراني في الدعاء (٢/ ١٢٠٨) (رقم: ٨٧٨) عن ابن عمر موقوفًا، وسنده صحيح. الرابع: ما رواه عبد المطلب مرسلًا نحوه، أخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (٣/ ٢٧١) (رقم: ٢٥٠٩). فالحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد كما قال الشيخ الألباني في الصحيحة (رقم: ١٥٠٣).