للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووثّق النسائي وغيره ثورًا، وقال يحيى بن معين: "ثور بن زيد الدِّيلي ثقة، يروي عنه مالك ويرضاه" (١).

قال الشيخ أبو العباس : وخرّج البخاري ومسلم عنه" (٢).

واختُلِف في النسبة إلى القبيلة التي نُسب إليها هو وغيره، فذكر في ذلك محمد بن حبيب النحوي (٣) في كتاب المؤتلف والمختلف له ثلاثة أوجه:


= وقال ابن عبد البر: "ثور بن زيد من أهل المدينة، صدوق لم يتهمه أحد بالكذب، وكان يُنسب إلى رأي الخوارج والقول بالقدر، ولم يكن يدعو إلى شيء من ذلك". التمهيد (٢/ ١).
قلت: وهكذا داود بن الحصين فقد قال ابن حبان: "كان يذهب مذهب الشُراة وكل من ترك حديثه على الإطلاق وَهم؛ لأنه لم يكن بداعية إلى مذهبه، والدعاة يجب مجانبة رواياتهم على الأحوال، فمن انتحل نحلة بدعة ولم يدع إليها وكان متقنًا كان جائز الشهادة محتجًا بروايته، فإن وجب ترك حديثه وجب ترك عكرمة لأنه كان يذهب مذهب الشراة مثله".
وقال أيضًا: "ليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز … ". الثقات (٦/ ١٤٠، ٢٨٤).
وقال ابن حجر: "حكى ابن البرقي عن مالك أنه سئل كيف رويتَ عن داود بن الحصين وثور بن زيد وذكر غيرهما وكانوا يرون القدر؟ فقال: "كأن يخرّوا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا". هدي الساري (ص: ٤١٤).
وانظر أيضًا: شرح علل الترمذي (١/ ٣٥٨)، وميزان الاعتدال (٢/ ٢٧٥) (٣/ ٢٧٧).
(١) انظر: تاريخ ابن معين (٢/ ٧١ - رواية الدوري-)، وتاريخ الدارمي (رقم: ٢٠٤)، والجرح والتعديل (٢/ ٤٦٨)، وتهذيب الكمال (٤/ ٤١٦، ٤١٧)، والكاشف (١/ ١٢٠)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٢٩)، والتقريب (رقم: ٨٥٩)، وهدي الساري (ص: ٤١٤).
(٢) انظر: رجال صحيح البخاري (١/ ١٣٣)، ورجال صحيح مسلم (١/ ١١١)، والجمع بينهما (١/ ٦٧).
(٣) هو محمد بن حبيب أبو جعفر، كان عالمًا باللغة والشعر والأخبار والأنساب، وموثَّقًا في روايته مؤدَّبًا ولا يُعرف أباه، وحبيب أمه، له تصانيف كثيرة منها: النسب والأمثال، وغريب الحديث، وطبقات الشعراء، والمؤتلف والمختلف، مات بسامرّاء سنة (٢٤٥ هـ).
انظر: الفهرست لابن النديم (ص: ١٧١)، وتاريخ بغداد (٢/ ٢٧٧)، ومعجم الأدباء (١٨/ ١١٢)، وإنباه الرواة للقفطي (٣/ ١١٩)، وبغية الوعاة للسيوطي (١/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>