وخالفهم: أبو حفص الأبّار عند ابن أبي خيثمة في التاريخ (ص: ٥٢٩) (رقم: ٨٢٤)، والبزار في المسند (٤/ ١٢٩) (رقم: ١٣٠٢)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٤٦) فرواه عن منصور، عن أبي علي، عن جعفر بن تمّام بن عباس، عن أبيه، عن العباس بن عبد المطلب عن النبي ﷺ موصولًا. والحديث من هذا الوجه سكت عنه الحاكم والذهبي، ونقل الحافظ في التلخيص (١/ ٨٠) عن أبي علي بن السكن أنه قال: فيه اضطراب. وذكر في الإصابة (١/ ٣١٠) وكذا في التعجيل (١/ ٣٦٣ - ٣٦٤) الاختلاف الوارد في إسناده ثم رجّح رواية الثوري، أي: الإرسال. فالحاصل أن المحفوظ عن منصور في هذا الحديث الإرسال، وهو مع إرساله ضعيف الإسناد لجهالة أبي علي الصيقل. (١) حكم أبو حاتم الرازي على روايته بالإرسال جازمًا بعدم صحبته وتبعه وفي هذا الذهبي، وجزم غيرهما كابن سعد والعجلي وابن عبد البر وابن الأثير والحافظ بسماعه منه ﷺ، وردّ الحافظ على أبي حاتم بما تقدّم من حديث محمد بن سيرين عنه أنه قال: "كنت رديف النبي ﷺ … " الحديث، لعلّه أراد حديثًا مخصوصا، وإلا فسنُّه يقتضي أن يكون له عند موت النبي ﷺ أكثر من عشر سنين". وقال في التهذيب: "وقد ذكر الدارقطني في كتاب الإخوة أنه كان أصغر من أخيه عبد الله بسنة، فعلى هذا يكون عمره حين مات النبي ﷺ اثنتي عشرة سنة على الصحيح". قلت: ذكر ابن سعد ويعقوب بن شيبة قبل الدارقطني أن عمره حين مات النبي ﷺ كان اثنتي عشرة سنة، ومن كان في هذا العمر فسماعه منه ﷺ محتمل جدًّا، لا سيما إذا كان ابن عمه، ولذا ذكر العلائي قول ابن عبد البر: "رأى النبي ﷺ وسمع منه، حفظ عنه" وقول ابن سعد: "قبض =