وأخرجه الشيخان وغيرهما من غير طريق مالك. قال ابن عبد البر: "هذا حديث صحيح جاء من طرق شتى كثيرة ثابتة كلها من رواية الحجازيين والعراقيين، وأجمع العلماء على القول به إلا ما روي عن ابن عباس وعليّ". التمهيد (٢٠/ ٣٣). (١) ذلك أن سياق حديث عبد ربه بن سعيد يدلّ على أن الخلاف كان بين أبي هريرة وابن عباس فحسب، ولم يكن أبو سلمة طرفًا في القضية وإنما كان شأنه شأن الرسول، وأما حديث يحيى بن سعيد فظاهر سياقه أن الاختلاف وقع بين الثلاثة وتولَّى كُريب مهمة الرسالة، فأرسلوه إلى أم سلمة للكشف عن الحقيقة، والرجلان ثقتان لكن سياق يحيى ورد في الصحيح، فأخرجه البخاري في التفسير، باب: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ (٣/ ٣١٢) (رقم: ٤١٠٩) من طريق شيبان. ومسلم في صحيحه كتاب: الطلاق، باب: انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها … (٢/ ١١٢٢) (رقم: ٥٧) من طريق عبد الوهاب، ويزيد بن هارون، والليث، أربعتهم عن يحيى بن سعيد به. ولذا رجح الدارقطني هذا القول فقال: الصحيح من ذلك كما نقله المؤلف. (٢) أورده في العلل (٥/ ل: ١٦٨ /ب) وأطال الكلام فيه، لكن ليس فيه قوله: الصحيح من ذلك …