للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال قُصَيٌّ في ذلك وهو يتشكر لأخيه رزاح بن ربيعة (١):

أنا ابنُ العاصِمَينِ بني لُؤَيٍّ … بمكةَ مَوْلِدي، وبها رُبيتُ

لي البَطْحاءُ قد علِمَتْ مَعَدٌّ … [ومَرْوَتُها] (٢) رَضِيتُ بها رَضيتُ

وفيها كانت الآباءُ قبلي … فما سَوَّيْتُ (٣) أخي ولا سُوِّيتُ

فلستُ لغالِبٍ إن لم تَأْثُلِ (٤) … بها أولادُ قَيدَرَ والنَّبيتُ (٥)

رزاح [ناصِري] (٦)، وبه أُسامي (٧) … فلستُ أخافُ ضَيماً ما حَيِيتُ

فكان قُصَيٌّ أوّلَ رجلٍ من بني كنانة أصاب مُلكاً وأطاع له به قومه، فكانت إليه الحِجابةُ، والرِّفادةُ، والسِّقايةُ والندوة، واللِّواءُ (٨)، والقيادة. فلما جمع قُصَيٌّ قريشاً بمكة سُمِّيَ: مُجَمِّعاً، وفي ذلك يقول حُذافة بن غانم الجمحي يمدحه:

أبوهم قُصَيٌّ كان يُدْعَى مُجَمِّعاً … به جَمَعَ اللهُ القَبائلَ من فِهْرِ

هُمُ نزلوها والمياه قليلة … وليس بها إلا كُهولُ بني عَمْرو

يعني خُزاعة.


(١) انظر الأبيات في: شفاء الغرام (٢/ ١٢١).
(٢) في أ، ب: ومرو بها. والمثبت من ج.
(٣) في ب، ج: شويت، وكذا وردت في الموضع التالي (انظر شفاء الغرام ٢/ ١٢١).
(٤) في ج: تنال.
(٥) في ج: وا النبيت.
(٦) في أ: ناصر.
(٧) في ج: أننامي.
(٨) الحِجابة: سدانة الكعبة وفتح بابها للحاج (اللسان، مادة: حجب).
والرِّفادة: ضيافة الحجاج ومدهم بالطعام (اللسان، مادة: رفد).
والسقاية: سقيا الحجيج في الحرم (اللسان، مادة: سقي).
والندوة التشاور في الأمر، وبني لها دار سُمِّيَتْ: دار الندوة، وأدخلت قديماً داخل المسجد الحرام (انظر الفاكهي ٢/ ١٦٠).
واللواء: الراية التي تنشر لقيادة الجيوش، أو لقيادة الحجيج في مناسكهم (اللسان، مادة: لوي).

<<  <  ج: ص:  >  >>