وتبين لي؛ أن بعض الأحاديث سقطت منها كلمات، أو جمل. يختل معها - المعنى - ولا يفهم المراد منها.
فأبقيت غالب ما في الكتاب على ما هو عليه. وذكرت في الحاشية، ما ظننته صوابًا، مع ذكر المراجع والأدلة. انظر مثلًا: الحديث ٤٤٦٤ و ٤٤٦٥.
وأنا على يقين، بأن ذلك لا يخفى على الشيخ ناصر لو تنبه له، أو نُبه إليه، بل كان صوّبه، أو علق عليه. ولكن السهو والغلط من طبائع البشر، ولم يعصم الله سبحانه وتعالى أحدًا من الناس، غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
[فوائد الإمام النسائي]
إن المطلع على كتب السنن الأربعة، يجد أن مؤلفيها - عليهم الرحمة - قد أدخلوا فيها الكثير من الفوائد المتعلقة بالمتن، أو السند، أو بالفقه. وهذا كله لم يعرض له شيخنا بشيء، وترك لي الأخوة الأفاضل في مكتب التربية حرية التصرف، فاخترت من هذه الفوائد الكثير مما له ارتباط بالفقه، ومعاني الحديث. وأما ما كان متعلقًا بالسند والرواة، من الناحية العلمية البحتة، مما لا يحتاج إليه القارئ غير المختص، فلم أذكره.
مع العلم بأن بعض هذه الفوائد متعلق بفهم المتن، وعليها يعتمد من يريد معرفة حكم الحديث، وقد نقل شيخنا بعض فوائدها، وانظر مثل هذا في كتابنا "صحيح سنن النسائي - باختصار السند -" الحديث (١٥٠٥).
فلو حذفت هذه الفوائد، لضاع علم كثير.
ولما كان بعض الأحاديث لا يفهم المراد منها إلا بإضافة راو أو أكثر من السند المحذوف، فكنت أدخل ذاك الراوي، أو أعلق بما يوضح المُراد، كما سبق ذكره، انظر الأحاديث:(٥٠) و (٥٧) و (١٦٣١) و (١٦٣٢) و (٣٦٢٩).