وسأله الباحث ياسر الدسوقي عن وجه الجمع فقال: إن الروايات واحدة وتَصَرَّفَ بعضُ الرواة.
تنبيه: تَكلَّم في هذين الحديثين من حيث المعنى ابن القيم في «الرُّوح»(ص: ٥٩ فما بعد):
ففي الحديث الصحيح أن «الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول مَنْ يفيق، فإذا موسى آخذ بقائمة العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة يوم الطور». فهذا صعق في موقف القيامة إذ جاء اللّه تعالى لفصل القضاء، وأشرقت الروح. الأرض بنوره، فحينئذٍ تصعق الخلائق كلهم، قال تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ﴾ ولو كان هذا الصعق موتًا لكانت موتة أخرى.
وقد تَنَبَّهَ لهذا جماعة من الفضلاء، فقال أبو عبد اللّه القرطبي: ظاهر هذا الحديث أن هذه صعقة غَشْي تكون يوم القيامة، لا صعقة الموت الحادثة عن نفخ الصور. قال: قد قال شيخنا أحمد بن عمرو: ظاهر حديث النبي ﵌ يدل على أن هذه الصعقة إنما هي بعد النفخة الثانية، نفخة البعث، ونَصُّ القرآن يقتضي أن ذلك الاستثناء إنما هو بعد نفخة الصعق، ولما كان هذا قول فيحتمل أن يكون موسى ممن لم يَمُتْ من الأنبياء، وهذا باطل.
وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون المراد بهذه صعقة فزع بعد النشور، حين تنشق السموات والأرض. قال: فتستقل الأحاديث والآثار.
ورَدَّ عليه أبو العباس القرطبي فقال: يَرُد هذا قوله في الحديث الصحيح أنه حين يَخرج من قبره يَلقى موسى آخذًا بقائمة العرش. قال: وهذا إنما هو عند