للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ … وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ (١) " (٢).

وعَنْ الشَّرِيدِ بن سُويد الثقفي قَالَ: " رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَوْمًا، فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: هِيهْ (٣)، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: هِيهْ، ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقَالَ: هِيهْ، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِئةَ بَيْتٍ " (٤).

وأما الرابع فورقة بن نوفل: فقد صح في حديث بدء الوحي: «فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي، مَاذَا تَرَى،


(١) الجملة في محل نصب خبر كاد وتجردها من (أن) أكثر من أن تُوجد فيه (أن) ولذلك لم يقترن خبر كاد ومضارعه بـ (أن) في القرآن الكريم قال تعالى: ﴿وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ [البقرة: ٧١] وقال عزّ مِنْ قائل: ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ﴾ [النور: ٣٥].
وكاد من أفعال المقاربة ترفع المبتدأ اسمًا لها وتنصب الخبر خبرًا لها ككان إلا أن خبرها وأخواتها لابدّ أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع.
(٢) أخرجه البخاري (٣٨٤١) ومسلم (٢٢٥٦).
(٣) بمعنى أكمل مستحسنًا الشعرَ ولذلك يقال: أسلم شعر أمية وكفر أمية؛ لأنه كان يتمنى أن يكون هو نبي آخر الزمان فلما لم يحدث ذلك أصرَّ على كفره.
(٤) أخرجه مسلم (٢٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>