للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حولها أشجار رمْث كثيرة، وغضًا وأشجار مختلفة، وشمالًا عنها آبار الشواوي (١) في وادي سُبيع، شرقًا شماليًّا منها آبار القُنْصُليَّةِ التي تبعد عنها أربعة كيلوات، وكل هذه الموارد لبني ثور من سُبَيْع، وتقترن السُدَيْرية بجبل تِيْنٍ المعروف.

قالت سُبيعية من بني ثور حينما تركت حياة البادية:

سكنت غثَاهْ يا منصورْ … والحالْ من عقبكم سَيَّه

نسيت الطَّرْشْ والمَظْهُورْ … ونسيت ضِلْعَ السُدَيْرِيَّهْ

وقال آخر:

سلام يا ضِلْعَ السُّديريهْ سلَامْ … يا ضلع حبِّك عليه الله وكيلْ

أرضك فقار وانْتَ لها مِثْلَ الشنَامْ … وبطانِكَ الْوادي عسى سيله يسيلْ

وبالقرب من السدري سرحة كبيرة تسمى سرحة خشمان (٢).

غثاة: أما غثاة فهي قرية زراعية، تقع شمالًا عن الخرمة على ضفَّة وادي سُبيع الغربي، يربطها بالخُرْمَة خط مبلط طوله ٢٠ كيلومترًا يسكنها بنو ثور وآبار غثاة وفيرة المياه، عذبة، تربتها صالحَة وجيدة للزراعة، بينها وبين الخرمة عدة قرى مثل (أبو جميدة) والوطاة، والدغمية والحرف، ومن أوديته المحتفر وأبو طليح، وأبو وهيط والقوزيات، قال الشاعر سعد بن باتل بن هذلول:

يا الله في نَوَّ لَيْلٍ رَاكِدٍ وَبْلهْ … يسقِي جوانب شَعَفْ وغْثَاهْ يَاطَاهَا

عنيزة: وعُنَيْزَة جبل بالقرب من العاقر شرقًا من وادي السدري، لونه يميل إلى الحمرة، مستطيل، دونه حزون ومرتفعات جبلية، وأودية ترفد وادي السدري، كثير الأشجار والأعشاب البرية، قال الهجريُّ: عُنَيْزَةُ في غير موضع (٣) انتهى. وللمتقدمين كلام كثير حول عُنَيْزة، إذ الاسم يطلق على عدة أمكنة كما قال الهجريُّ.


(١) الشَّواوي منهل ماء معروف عذب، ترده الأعراب قديمًا في وسط وادي سُبَيْع بالقرب منه آبار الحنفاء وحنيفان والحجيف (انظر "العرب" ٢٥/ ٢٣٦) وكلها من موارد بني ثور من سُبَيْع.
(٢) خَشْمَان هو خَشْمَان بن شرع بن هُلَيَّمة السبيعي من كبار بني ثور ومن أهل الرأى والكرم والشجاعة كان مثالًا بأمانته وصدقه، وحسن أخلاقه وكرمه ووفائه، وكان فارسًا من ذوي المكانة في قبيلته، أخوه مُفَرِّح فارس مشهور، شارك في معركة تربة عام ١٣٣٧ هـ، وفتوحات الحجاز مع مؤسس هذه الجزيرة ومن أبنائه الحميدي شيخ شمل بني ثور الآن، أما خَشَمَان فقد اتخذ من سرحته مكانًا ومقرًا لاستقبال الضيوف وإكرامهم.
(٣) أبحاث الهجري: ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>