للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما جهلت أو نسيت نسبي … فأثبت النسبة أني من بلي

الطاعنين برماح اليزني … والضاربين الكبش حتى ينحني

بشِّر بيتم من أبوه البُختُري … أو بشِّرن بمثلها من نبي

أنا الذي يُقال أصلي من بلي … أطعن بالصعدة (١) حتى تنثني

وأعبط (٢) القرن بعضب (٣) مشرفي … أرزم للموت كإرزام المُري

فلا ترى (٤) مُجَذَّرَا … يفري فري

قال ابن هشام: المُري هي الناقة التي يستنزل لبنها على عسر.

قال ابن إسحاق: ثم إن المُجَذَّرَ البلوي أتى رسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يُستأسر فآتيك به فأبى أن يقاتلني فقاتلته فققلته.

[لمحة عن تاريخ بلي في القرون الأخيرة بمصر]

ما يُميِّز عرب بلي في مصر عن غيرهم هو ولاؤهم للمماليك (٥)، وكانت بلي لا تميل إلى محمد علي باشا الألباني الأصل والذي جاء إلى مصر عام ١٢١٤ هـ ضمن فرقة من ثلاثمائة رجل قد أرسلتها الدولة العثمانية لمحاربة الفرنسيين، ثم ساعده الحظ وقفز إلى حكم مصر بعد الفتن التي حدثت من الولاة العثمانيين مع العساكر، وكان حكمه عام ١٢٢٠ هـ - ١٨٠٥ م بمساعدة عمر مكرم نقيب الأشراف والشيخ عبد الله الشرقاوي شيخ جامع الأزهر، ولكن محمد بيك


(١) الصِعْدَة: في الأصل عصا الرمح والمقصود منها الرمح.
(٢) أعبط: أقتل.
(٣) العضب: السيف القاطع والأشرف المنسوب إلى المشارف.
(٤) ترى: عمل عملًا أتى فيه بأمر عجيب.
قلت: الفري أو الفرية من الاختلاق للشيء.
(٥) عن المماليك فقد بدأ حكمهم لمصر بعد نهاية الدولة الأيوبية في عام ٦٥٢ هـ - ٧٩٢ م واستمر حتى دخول العثمانيين مصر والقضاء على حكمهم في عام ٩٢٣ هـ، ولربما استمر نفوذهم واستقلالهم عن الأتراك في فترات أيام علي بيك الكبير، ولا يذكر شيء حسن لهؤلاء المماليك الذين هم أجناس مختلفة أو لا يذكر فضل لهم إلا لهزيمتهم للتتار (المغول) في معركة عين جالوت بالشام، وبعدها كان التسلط على العرب في الشام ومصر، وكان تاريخ المماليك مملوءًا بالظلم وقد كانت قبائل العرب في مصر أول ما نالها ذلك في عام ٧٠١ هـ - ١٣٠٢ م كما قال المقريزي في السلوك فقد قتلوا من العرب ١٦ ألفا وصادروا ٣٢ ألفًا من الإبل و ٨ آلاف من البقر و ٤ آلاف من الخيل و ١٦ ألفًا من الغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>