اشتهر منهم "سُلَيم أبو طليحان أبو شنار" المُلَّقب (بالعيوطي) بالفروسية وضرب السيف، وكذلك "حسن بن عيادة أبو شنار". وكلاهما اشتهر في حرابة عودة وعامر. لكن الأول كان مختالا أكثر مما كان جريئًا؛ ولذلك لقب بـ "أبي زنيط"، وأما الثاني فقد اشتهر بمواجهة الخصم ومقارعة الفرسان وبالشجاعة أثناء الطعن والنزال، ولقد اشتهر منهم سالم بن قاسم أبو شلحة، ومحسن بن سلامة أبو لبة فقد كان الأول كريمًا مقدامًا، وكان الثاني حلَّالًا للمشاكل.
[عيال عمري]
قيل أنهم أعقاب (عمري)، وعمري - كما تعلم - أحد أولاد رباب جد التياها، له فضل على التياها إذ مكنهم من الظهور على أعدائهم المتحدين، فخذلوهم وكسروهم شر كسرة، والغريب أنهم - أي التياها - أخذوا يكرهونه بعد موته كرهًا لا مزيد عليه، فتراهم يغضبون لذكره، ويرمون على قبره حجرًا كلما مروا بجانبه، كما أنهم يبولون ويتغوطون على قبره، فإذا نهاهم أحد يعتقدون أنه يعطب في الحال. إما أن يسقط عن بعيره أو يعثر به فتنكسر يده أو رجله أو صدره أو تفقأ عينه. وقد حكى لي بعض رجال عمري أن آباءهم من مدة قد اهتموا بزيارة جدهم عمري فجمعوا إبلهم وغنمهم وخيولهم وظعنوا بعيالهم حتى دخلوا إلى الرجم وذبحوا قرابينهم فما لبثوا برهة إلَّا وقد ثارت الريح والزوابع وثار الغبار وانكفأت القدور وهدمت الخيام ونفرت الإبل والخيول فانشغلوا بلم شعثهم وقبض إبلهم وخيولهم ورجعوا عنه بحالة شنيعة من الغيظ الذي ألمَّ بهم فصاروا يسبونه ويلعنونه كباقي العشائر لحد الآن، وقبره على الضفة اليسرى من (وادي الأبيض).
وإذا أراد أحد الفلاحين في فلسطين أن يغيظ أعرابيًّا قال له:"الله يجعلك من عقد عمري"(١).
(١) قلت: وقد سمعت الحويطات في مصر أيضًا يقولون لمن يفشل في قضاء حاجته: "عمري في وجهك"، وأيضًا نساء الحويطات يقلن للشيء إذا فسد على غير المتوقع "يا عمري" وهذا عندهن يرمز لسوء الحظ والنحس. ويدل ذلك على شهرة "عمري التيهي" وجعل قبائل العرب يرمزون به في الخيبة والخسران وسوء الحظ.