للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماء أحب إلي من أن أتكلم به. فقال النبي : " الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " … ورواه أبو داود والنسائي من حديث منصور زاد النسائي والأعمش كلاهما عن أبي ذر به.

وقال البخاري حدثنا يحي بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة قال قال أبو هريرة قال رسول الله : " يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته " (١) … وهكذا رواه مسلم من حديث الليث ومن حديث الزهري وهشام بن عروة كلاهما عن عروة به … وقد قال الله تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) (٢) وقال تعالى (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) (٣) وقال تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم) (٤) وقال تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) (٥). وروى الإمام أحمد وأهل السنن من حديث أبي المتوكل عن أبي سعيد قال كان رسول الله يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. وجاء مثله من رواية جبير بن مطعم وعبد الله بن مسعود وأبي أسامة الباهلي (٦). وتفسيره في الحديث (فهمزه الموتة وهو الخنق الذي هو الصرع. ونفخه الكبر. ونفثه الشعر) وثبت في الصحيحين عن أنس أن رسول الله كان إذا دخل الخلاء قال " أعوذ بالله من الخبت والخبائث " قال كثير من العلماء استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم (٧) … وروى الإمام أحمد عن شريح عن عيسى بن يونس عن ثور عن الحسين عن ابن سعد الخير وكان من أصحاب عمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله : " ومن أتى الغائط فليستتر فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا فليستدبره فان الشيطان


(١) عقيل هو عقيل بن خالد.
قوله فليستعذ بالله ولينته: معناه إذا عرض له الوسواس فليلجأ إلى الله في دفع شروره وليعرض عن التفكير بذلك.
وليعلم أن هذا كله من وسوسة الشيطان الذي يسعى إلى إغرائه وإفساده وليشغل نفسه بالتفكير بأمور أخرى بعيدا
عن الاصغاء لوسوسة الشيطان.
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٠١.
(٣) سورة المؤمنون الآية ٩٧.
(٤) سورة الأعراف الآية ٢٠٠.
(٥) سورة النحل الآية ٩٨.
(٦) كذا أبو أسامة والصواب أبو أمامة الباهلي، وهو صدي بن عجلان صحابي مشهور سكن الشهابي ومات بها سنة
٨٦/ التقريب ج ١/ ٣٦٦ - كاشف ٢/ ٢٦.
(٧) وقال ابن الأثير في النهاية: وقيل الخبث بسكون الباء، وهو خلاف طيب الفعل من فجور وغيره. والخبائث يريد بها
الافعال المذمومة والخصال الرديئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>