للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فيها ومعه أنعام وعبيد ومال جزيل وصحبتهم هاجر القبطية المصرية ثم إن لوطا نزح بماله من الأموال الجزيلة بأمر الخليل له في ذلك إلى أرض الغور المعروف بغور زغر فنزل بمدينة سدوم (١) وهي أم تلك البلاد في ذلك الزمان وكان أهلها أشرارا كفارا فجارا وأوحى الله تعالى إلى إبراهيم الخليل فأمره أن يمد بصره وينظر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وبشره بأن هذه الأرض كلها سأجعلها لك ولخلفك إلى آخر الدهر وسأكثر ذريتك حتى يصيروا بعدد تراب الأرض … وهذه البشارة اتصلت بهذه الأمة بل ما كملت ولا كانت أعظم منها في هذه الأمة المحمدية … يؤيد ذلك قول رسول الله " ان الله زوي لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوى لي منها " (٢). قالوا ثم أن طائفة من الجبارين تسلطوا على لوط فأسروه وأخذوا أمواله واستاقوا أنعامه فلما بلغ (٣) أمواله وقتل من أعداء الله ورسوله خلقا كثيرا وهزمهم وساق في آثارهم حتى وصل إلى شرقي دمشق وعسكر بظاهرها عند برزة وأظن مقام إبراهيم إنما سمي لأنه كان موقف جيش الخليل والله أعلم.

ثم رجع مؤيدا منصورا إلى بلاده وتلقاه ملوك بلاد بيت المقدس معظمين له مكرمين خاضعين واستقر ببلاده صلوات الله وسلامه عليه.

[ذكر مولد إسماعيل من هاجر]

قال أهل الكتاب: إن إبراهيم سأل الله ذرية طيبة وأن الله بشره بذلك وأنه لما كان لإبراهيم ببلاد بيت المقدس عشرون سنة قالت سارة لإبراهيم إن الرب قد أحرمني الولد فادخل على أمتي هذه لعل الله يرزقني منها ولدا فلما وهبتها له دخل بها إبراهيم فحين دخل بها حملت منه قالوا فلما حملت ارتفعت نفسها وتعاظمت على سيدتها فغارت منها سارة فشكت ذلك إلى إبراهيم فقال لها افعلي بها ما شئت فخافت هاجر فهربت فنزلت عند عين هناك فقال لها ملك من الملائكة لا تخافي فإن الله جاعل من هذا الغلام الذي حملت خيرا


(١) في الطبري: ١/ ١٢٧: ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع (من أرض فلسطين) على مسيرة يوم وليلة; وفي رواية أخرى ١/ ١٥١: نزل الأردن. وبعثه الله نبيا على المدائن الخمس: سدوم، وعمورا، وادموتا، وصاعورا وصابورا (المسعودي ١/ ٤٢) ونزل إبراهيم السبع من أرض فلسطين/ الطبري - الكامل.
(٢) أخرجه الطبراني عن سلمان وجابر بن عبد الله. وأخرجه البيهقي في الدلائل ج ٦/ ٥٢٧ عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان وفيه زيادة قال: وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وأني سألت ربي ﷿ لامتي ألا يهلكها بسنة عامة .. زوي: جمع. وسنة: قحط وجدب.
(٣) سقط في الكلام; وفي قصص الأنبياء لابن كثير: فلما بلغ الخبر إبراهيم الخليل سار إليهم في ثلاثمائة وثمانية عشر رجلا فاستنقذ لوطا واسترجع أمواله ..

<<  <  ج: ص:  >  >>