للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِحَقِّهِ وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ فَنِعْمَ المَعُونَةُ هُوَ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ» (١).

هذا مثالٌ نبويٌ شَبَّه فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الدنيا وبهجة منظرها وطيب نعيمها، وحلاوتها في النفوس - بنبات الربيع، وهو المرعى الذي ينبت في زمن الربيع، فإنه يُعجب الدواب التي ترعى فيه، فتُكثر الأكل منه بما يفوق احتياجها فتهلك.

النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لأصحابه: «إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ» فيتعجب الحاضرون، ويسأل سائل منهم ويقول: وما بركات الأرض؟ فيكون الجواب من النبي -صلى الله عليه وسلم-: «زهرة الدنيا».

فيزداد العجب عند الصحابة الحضور ويتوجه أحدهم بسؤال آخر: هل يأتي الخير بالشر؟ وهنا يطرأ طارئ مفاجئ وهو صَمْت النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى علم الصحابة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعالج الوحي، ثم يعاود النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث ويقول: «أين السائل؟» فيجيب: أنا. فيقول له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن هذا المال خضرة حلوة»، أي ظاهر أمره هكذا.


(١) صحيح: أخرجه البخاري (١٤٦٥)، ومسلم (١٠٥٢)، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>