قلت: وهذا ورد من وجه آخر عن ابن لهيعة، أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٤/ ١٧٧)، وعزاه في «الاستذكار للموطأ» برواية ابن وهب (٦/ ٢٦٤) من طريق عبد الله بن وهب عن مالك عن ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. إلا أن ابن لهيعة متكلم فيه أيضًا، وأخرجه ابن عبد البر أيضًا في «التمهيد» (٢٤/ ١٧٧)، وابن عدي في «الكامل» (٤/ ١٥٣) من طريق ابن لهيعة عن أبيه عن جده. وأخرجه ابن ماجه (٢١٩٣) من طريق أبي محمد كاتب مالك عنه وعبد الله بن عامر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأبو محمد كاتب مالك وشيخه ضعيفان، أبو محمد اسمه حبيب بن أبي حبيب قال عنه النسائي: متروك الحديث (الضعفاء: ٦١)، وقال عنه الذهبي: كذبه أبو داود (الكاشف: ٩٠٥)، وقال عنه ابن عدي: يضع الحديث (الكامل: ٢/ ٤١١)، وأما شيخه فهو عبد الله بن عامر الأسلمي، قال عنه البخاري: يتكلمون في حفظه، (التاريخ الكبير: (٥/ ١٥٦)، وقال النسائي عنه: ضعيف (الضعفاء: ٣٢٣)، وضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (الكامل: ٤/ ١٥٤)، وللحديث وجه آخر عن عمرو بن شعيب أيضًا أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (٢٤/ ١٧٨) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عمرو بن شعيب، والحارث عنده أوهام، ومتكلم فيه، انظر: «التقريب». مما سبق يتضح أن مدار الحديث علي عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وهذه سلسلة متكلم فيها ثم إن الراوي عن عمرو إما مجهول كما في أكثر الروايات عن مالك وإما ابن لهيعة وهو متكلم فيه بكلام لا يخفى على أحِد من أهل هذا الفن، وإما من هو متروك، وهكذا والخبر بهذه الصفة لا يُطَمْئِن القلب إلى تحسينه.