تنبيه: بعض أهل الأهواء يشككون في أبي هريرة بزعمهم أن عزل عمر له يثير الشك في أمانته، وهذا افتراء وبهتان، إنما أراد عمر -رضي الله عنه- بحكمته وحسن تصرفه وثقته التامة في أمانة أبي هريرة أن يقطع الشك الذي ربما يتسرب إلى نفوس ضعيفة بسبب نماء ماله، فسأله هذا السؤال، ثم إنه لما أخذ الأموال فهو لما يعتقده بأن العامل لا يجوز له أن يأخذ من الهدايا. وليس أدل على أن عمر الفاروق كان واثقًا في أمانة أبي هريرة من أنه دعاه لولاية البحرين مرة أخرى كما عند أبي عبيد القاسم بن سلام (٥٧٣) من طريق يعقوب بن إسحاق عن يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن سيرين، قال: قال أبو هريرة، ثم قال لي عمر بعد ذلك: ألا تعمل؟ قلت: لا. قال: قد عمل من هو خير منك يوسف. فقلت: يوسف نبي بن نبي بن نبي وأنا ابن أميمة، وأخشى ثلاثًا واثنتين. قال: فهلا قلت خمسًا؟ قال: أخشى أن أقول بغير علم، وأحكم بغير حلم، وأخشى أن يُضرب ظهري، ويُشتم عرضي، ويُنتزع مالي.