(٢) انظر: المصدر السابق ص ٦٠٠. (٣) ويؤيد هذا الحكم في الأصول قول أبي عمرو بن الصلاح -في حديث ضمام بن ثعلبة -رضي الله عنه- الذي سأل النبي عن خالق السماء والأرض، وناصب الجبال، ثم سأله عن أركان الإسلام، ثم ولى قائلا: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لئن صدق ليدخلن الجنة"-: (وفيه دلالة لصحة ما ذهب إليه أئمة العلماء من أن العوام المقلدين مؤمنون، وأنه يكتفى منهم بمجرد اعتقاد الحق جزما من غير شك وتزلزل، خلافا لمن أنكر ذلك من المعتزلة، وذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- قرر ضماما على ما اعتمد عليه في تعريف رسالته، وصدقه، ومجرد إخباره إياه بذلك، ولم ينكر عليه ذلك، ولا قال يجب عليك معرفة النظر في معجزاتي، والاستدلال بالأدلة القطعية). نقله عنه النووي في شرحه على صحيح مسلم ج ١/ ص ١٧١. وتمام الحديث: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "نهينا أن نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل؛ فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: صدق. قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله التابعين بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله التابعين بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله التابعين بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا، قال: صدق، قال: ثم ولى قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن؛ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لئن صدق ليدخلن الجنة". أخرجه البخاري في كتاب: العلم، باب: ما جاء في العلم وقوله تعالى: {وقل رب زدني علما}، رقم: ٦٣، ج ١/ ص ٣٥. ومسلم -واللفظ له- في كتاب: الإيمان، باب: السؤال عن أركان الإسلام، رقم: ١٢، ج ١/ ص ٤١.